وجه." أو: " بينهما العموم والخصوص الوجهي" ... فالكلم أعم من جهة المعنى؛ لأنه يشمل المفيد وغير المفيد، وأخص من جهة اللفظ؛ لعدم اشتماله على اللفظ المركب من كلمتين.
و"الكلام" أعم من جهة اللفظ؛ لأنه يشمل المركب من كلمتين فأكثر. وأخص من جهة المعنى؛ لأنه لا يطلق على غير المفيد ... ).
[اللغة نوعان: مفرد ومركب:]
اللغة نوعان مفرد ومركب، هذا قدر متفق عليه بين النحاة والأصوليين ومعهم المناطقة، ولكنهم اختلفوا في تعريف المفرد والمركب، وقد وافق الشيخ طريقة الأصوليين والمناطقة لا النحويين في تعريف المفرد والمركب، وهذا أجود لتعلقه بعلم الأصول وهو المعني بالدراسة هنا.
قال الشيخ في "الشرح" (ص/١٠١): (واحد الكلام: كلمة وهي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد.
كل لفظٍ موضوع لمعنى مفرد - يعني: غير مركب.
فإذا قلت: "عبد اللَّه " فهي كلمة يعني: لفظ موضوع لمعنى مفرد، ولا يتم بها الكلام وإن كان في اعتبار العدد كلمتين ...
يعني هي: لفظ موضوع لمعنى مفرد وإن كان جملاً، قال تعالى:(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) [المؤمنون: ٩٩، ١٠٠]، وقال تعالى:(كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا)[المؤمنون: ١٠٠]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل) والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:(كلمة)).
وقال ابن النجار في "شرح الكوكب" (١/ ١٠٨): (اللغة نوعان: مفرد، ومركب. المفرد في اصطلاح النحاة: هو الكلمة الواحدة كزيد. وعند المناطقة والأصوليين: لفظ وضع لمعنى، ولا جزء لذلك اللفظ يدل على جزء المعنى الموضوع له.
فشمل ذلك أربعة أقسام.
الأول: ما لا جزء له ألبتة، كباء الجر.
الثاني: ما له جزء، ولكن لا يدل مطلقا، كالزاي من زيد.