١ - فالفرق هو فرق في المعنى الذي يظهر من التعليل أو الأمر. فلام التعليل تدخل على الفعل المضارع، ويكون ما بعدها علة لما قبلها، وهذه اللام دائما تأتي مجرورة، ويسميها البعض لام كي، لأنها كثيرة المجئ مع (كي) أو بمعنى كي.
أما لام الأمر: فإنها تدل على الطلب من أعلي لأقل مرتبة، أو من متساوٍ في الرتبة أو غيرهما وذلك من حيث المعنى.
٢ - لام الأمر تجزم الفعل ولام التعليل تنصبه.
[مناقشة المثال الذي ذكره الشيخ:]
مثَّل الشيخ للام التعليل بقوله تعالى:(لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ)[العنكبوت: ٦٦].
واعتبر الشيخ الشعراوي هذه اللام لام الأمر لا لام التعليل، فقال في "تفسيره": (واللام في {لِيَكْفُرُواْ ... }[العنكبوت: ٦٦] ليست لام التعليل؛ لأن الكفر لم يكُنْ مقصداً لهم، وحين عادوا بعد أن نجاهم الله إنما عادوا إلى أصلهم، فاللام هنا لام الأمر كما لو قلت: قم يا زيد وليقم عمرو، وعلامة لام الأمر أن تكون ساكنة، وهي هنا مكسورة لأنها في بداية الكلام، حيث لا يُبدأ بساكن، ولو وضعنا قبلها حرفاً لتبيَّن سكونها).
وقال القرطبي في " تفسيره"(١٣/ ٣٦٣): (قوله تعالى: (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) قيل: هما لام كي أي لكي يكفروا ولكي يتمتعوا. وقيل:(إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)
(١) وانظر أيضا: تفسير القرطبي (١٣/ ٣٦٣)، تفسير السراج المنير (٣/ ٢٠١)، إعراب القرآن لمحيى الدين درويش (٧/ ٤٥٩)