للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفصّص، وهو ذو ألوان عجيبة يقيمونه مقام الرّخام الملوّن الذي يصرفه أهل المشرق في زخرفة بيوتهم كالشَّاذَرْوَان (١)، وما يجري مجراه.

ب - وأما آلات الحرب من الترّاس والرِّماح والسّروج والألجم والدروع والمَغافِر (٢)، فأكثر همم الأندلس كانت مصروفة إلى هذا الشأن. والسيوف البرذليّات مشهورة بالجودة، وبرذيل آخر بلاد الأندلس من جهة الشمال والمشرق. والفولاذ في إشبيلية إليه النهاية، وفي إشبيلية من دقائق الصنائع ما يطول ذكره (٣).

ج - وتصدّر الثياب والبُسُط والأسرّة والحُصُر وآلات الصُّفر والحديد والأسلحة ومواد البناء الفنيّة إلى إفريقيّة أيضاً وإلى المشرق وأوروبا، وبخاصة العطور.

وقد كان التبادل التّجاري بين الأندلس وإفريقية نشيطاً جداً قبل الفتح، وكانت بواخر التّجار تجري بين الموانئ بنشاط كبير، وقد استعان المسلمون ببواخر التجار التي كانت تعمل بإشراف يُلْيَان للعبور من إفريقية إلى الأندلس، فنقلت سرية طَرِيْف بن مالك الاستطلاعية إلى الأندلس، كما نقلت قوات طارق بن زياد أيضاً، لكي تؤَمِّن قوات المسلمين مباغتةً كاملة لقوات القُوْط في الأندلس، باعتبار أن السفن التجارية تعبر باستمرار بين إفريقيّة والأندلس، ولا يلفت عبورها الأنظار، وسيرد تفصيل ذلك في سيرة طريف وطارق.

كما يوجد السَّمور (٤) في البحر المحيط بالقرب من ساحل الأندلس،


= الألوان، وغالبه الأزرق الكحلي، وربّما اتخذ منه الوزارات بحيطان الدور، أنظر صبح الأعشى (٥/ ١٥٦) ومعجم متن اللغة (٣/ ٤٨).
(١) الشاذروان: صفّة حول البناء متّصلة به، كثاذروان الكعبة المشرفة. أو هو ما ترك من عرض أساس البناء خارجاً، ويسمى التأزير، أنظر معجم متن اللغة (٣/ ٢٩٤).
(٢) المغافر: جمع مِغْفَر، وهو زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس، يُلبس تحت القَلنسوة.
(٣) نفح الطيب (١/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(٤) السَّمُّور: دابة تشبه السِّنّور، تتخذ من جلودها الفراء الغالية الأثمان، أنظر معجم متن اللغة (٣/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>