للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتفشلوا وتذهب ريحكم، وتُولّوا الدّبر عدوّكم، فتبدّدوا بين قتيل وأسير، وإياكم أن ترضوا بالدنيّة، ولا تعطوا بأيديكم، وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة والرحمة من الذلّة والمهنة، وما قد أجّل لكم من ثواب الشهادة، فإنكم إن تفعلوا والله معيذكم، تبوءون بالخسران المبين وسوء الحديث غداً بين مَن عرفكم من المسلمين. وها أنذا حامل حتى أغشاه، فاحملوا لحملتي)، ثم حمل وحملوا، فلما غشيهم اقتتلوا قتالاً شديداً، فقُتل الطاغية، وهُزم قومه (١).

(٧)

نصّ ابن هُذَيْل (ت ٧٦٣ هـ)

علي بن عبد الرحمن بن هُذَيْل

في كتابه

تحفة الأنفس وشعار أهل الأندلس

نقلاً عن كتاب: محمد عبد الله عِنَان (٢) - دولة الإسلام في الأندلس

"أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدوّ أمامكم، وليس لكم والله إلاّ الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللّئام. وقد استقبلكم عدوّكم بجيوشه وأسلحته، وأقواته وفورة، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلاّ سيوفكم، ولا أقوات لكم إلاّ ما تستخلصونه من أيدي عدوِّكم، وإن امتدّت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً، ذهبت ريحكم، وتعوّضت القلوب عن رعبها منكم الجرأة عليكم، فادفعوا عن


(١) تاريخ الأندلس لابن الكردبوس، ووصفه لابن الشباط، نصان جديدان (١٥٤ - ١٥٥) تحقيق الدكتور أحمد مختار العبادي - معهد الدراسات الإسلامية بمدريد - ١٩٧١ م.
(٢) دولة الإسلام في الأندلس (١/ ٤٦ - ٤٧) ولم يشر الأستاذ عنان إلى المصدر عند إيراده نصّ الخطبة، بل عقب على الخطبة بقوله: "ويشير صاحب كتاب تحفة الأنفس إلى خطبة طارق ... "، وليس لدي نسخة من كتاب تحفة الأنفس لأقارن بين النّصين.

<<  <  ج: ص:  >  >>