للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهاده في الأندلس

[١ - مقدمات الفتح]

[أ - الأسباب:]

كان فتح الأندلس نتيجة طبيعيّة لتمام فتح المغرب، لأنّ الأندلس هو الجناح الغربي للمغرب (١)، ولأنّ الأندلس كان المجال الحيوي للفتح الإسلاميّ بعد إنجاز فتح المغرب الأفريقيّ، واستقرار الفتح فيه بانتشار الإسلام في ربوعه، وبوجود القوّة الضّاربة بجانب العرب المسلمين والبربر المسلمين.

ولم تستعص على موسى بن نُصَيْر غير مدينة سَبْتَة ( Gevta) لمناعتها ووصول الإمدادات إليها من إسبانيا القوطيّة عن طريق البحر، وكان يحكمها من قِبَل القُوط (٢) حاكم اسمه: جوليان، أو كما يسميه الأسبان (خوليان Julian) ويسميه العرب: يُلْيَان (٣)،!! إليان (٤)، أو يوليان (٥). وقد اختلفت المصادر في شخصيّة يليان، فبعضها يذكر أنّه قُوطيّ، وبعضها يزعم أنّه روميّ، وبعضها ينسبه إلى بربر قبيلة غمارة (٦). والواقع أنّ يليان كان حاكماً


(١) المسالك والممالك للأصطخري (٣٣).
(٢) يذكر صاحب أخبار مجموعة: أن موسى بن نُصَيْر سار إلى مداين تقع على شاطئ البحر، فيها عمّال صاحب الأندلس، على رأسها سبتة، انظر: أخبار مجموعة في فتح الأندلس (٤).
(٣) البيان المغرب (٢/ ٦).
(٤) صفة المغرب للبكري (١٠٤).
(٥) ابن الأثير (٤/ ٢١٣).
(٦) انظر تاريخ المسلمين في الأندلس (٤٧) وفجر الأندلس (٥٢ - ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>