للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضاً، قد نزلوا في شمالي غربي إسبانيا، جنوب منازل الفاندال الشمالية.

[د - القوط الغربيون في إيطاليا:]

أما القوط الغربيون، فكانوا لا يزالون في شرقي أوروبة ينازعون أباطرة المشرق: الرّوم البيزنطيين، فقد هاجموا البلقان، وخاضوا ضد الرّوم معركة أدرنة سنة (٣٧٨ م) وانتصروا عليهم، وكان القوط الغربيون يزدادون مع الأيام قوّة. وفي سنة (٣٩٥ م) انقسمت الإمبراطورية الرومانيّة إلى قسمين: شرقياً وغربياً، وكان ذلك من علامات تطرّق الضعف إليها. وقدّم القوط الغربيون للرئاسة عليهم زعيماً منهم اسمه الأريك (٣٩٥ م- ٤١٠ م)، ثم أخذوا يبحثون عن أرض يستقرّون فيها لينشئوا عليها ملكاً لهم. وتغلّب القوط الغربيون على الرّوم في البلقان مراراً، ولكنهم كانوا يودون دائماً النزول في إيطاليا نفسها. وقطع الأريك بقومه الألب سنة (٤٠١ م)، وسار إلى رومة، ولكنّ الرومان أقنعوه بالرجوع عنها، بعد أن خلعوا عليه لقب: قائد الجند، وعقدوا معه معاهدة. وانسحب الأريك من إيطاليا، ليعود إليها بعزم أشدّ في صيف سنة (٤٠٣ م)، وليغزوها ويقضي على سلطانها. ولكن الأريك توفى في تلك السنة، فخلفه زعيم آخر اسمه: أدولف، كان صهر للأريك. ونزل أدولف بقومه جنوبي غربي فرنسة، وكان الحكم في القوط الغربيين لا يزال إلى ذلك الحين رئاسة بالعصبيّة، ولم يكونوا قد أسسوا لهم دولة بعد. وفي سنة (٤١٤ م)، دخل القوط الغربيون إلى إسبانيا.

وتوفى أدولف في آخر سنة (٤١٥ م)، فخلفه فاليا (٤١٥ م- ٤١٩ م)، وأسس للقوط الغربيين دولة جعل عاصمتها طولوز (١) (٤١٩ م) في جنوبي


= جنوبي غربي ألمانية، بين نهر الراين ونهر النيكر ( Necker) ونهر الدانوب (نهر الطونة).
(١) تولوز Toulouse: ويسميها قسم من المؤلفين: طَلّوزة، وتولوشة، وطولوشة، وهي مدينة طولوز في جنوبي فرنسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>