للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسبانيا. ولكن سرعان ما بدأ النزاع بين الفرنجة وبين القوط الغربيين، وأخذت مملكة القوط الغربيين تتسع في إسبانيا وتضيق في فرنسة، حتى تقلَّصت عن فرنسة كلها إلاّ رقعة صغيرة في ساحل البحر الأبيض. وحاول الفرنجة التقدم إلى إسبانيا، ولكن القوط الغربيين ردوهم. وفي سنة (٥٠٧ م) نشبت معركة بين كلوفيس ملك الفرنجة والأريك الثاني ملك القوط الغربيين قرب مدينة بواتيه، سقط فيها الأريك الثاني صريعاً. واستولى الفرنجة على ما كان قد بقي للقوط الغربيين من الأرض في جنوبي فرنسة، واحتلوا عاصمتهم طولوز، فنقل القوط الغربيون عاصمتهم إلى طُليطلة.

وكان لا يزال للروم البيزنطيين سلطان خفيف على عدد من المدن الساحلية والداخلية في إسبانيا، فجعل القوط الغربيون ينتزعون منهم تلك المدن واحدة واحدة، كما ضمّوا إليهم (٥٨٥ م) مملكة السوابيين، وهكذا تمَّ في أيام ليوفيجيلد (٥٦٨ - ٥٨٦ م) توحيد المملكة القوطية.

[ك - الفرنجة في فرنسة:]

بدأت غزوات البرابرة لجنوبي فرنسة (الغال) في القرن الرابع للميلاد، فقد غزاها الفرنجة في القرن الخامس الميلادي.

وأقام مبروفيك مملكة الفرنجة في جنوبي فرنسة سنة (٤٤٨ م)، ثم لما توفى (٤٥٨ م) خلفه ابنه هلديريك. وجاء بعده ابنه كلوفيس (١)، فحكم واحداً وثلاثين عاما (٤٨١ - ٥١١ م). وقاتل كلوفيس الرومان، كما قاتل القبائل الجرمانية النازلة في جنوبي فرنسة، ثم وحّد فرنسة كلها وأسَّس فيها المملكة الفرنسية. واعتنق كلوفيس النصرانية، وتقبل المذهب الكاثوليكي من أول أمره، قيل بإغراء من امرأته قلوطلد (٢) أو كلوتيلد.

ولما مات كلوفيس تقاسم أبناؤه الأربعة مملكته، وأشهر أقسام المملكة


(١) يسميه العرب: قلوديه، انظر الروض المعطار (٢٧).
(٢) الروض المعطار (٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>