وقد كان يطبِّق مبدأ الشّورى، أسوة بالقادة المسلمين، الذين كانوا لا ينفكون يطبّقون هذا المبدأ في الحرب، وقد ظل مستشاراً للمسئولين طيلة حياته، قادة وولاة وخلفاء، حتى قُتل وهو يمارس مهنة المستشار للقائد في أصعب الظروف والأحوال، بإيعاز من الخليفة هشام بن عبد الملك الذي أمر القائد أن يستشيره ويستفيد من خبرته وتجاربه.
ولعل أوضح ما كان يتميز به مغيث من سمات، هو هوايته العارمة لجمع الأخبار والمعلومات من شتى مصادرها، واستغلال تلك الأخبار والمعلومات لمصلحة الإسلام والمسلمين، ولمصلحة ولاة أمورهم من خلفاء وقادة وولاة.
ولا عجب في ذلك، فقد كان صاحب سر الخليفة "رجل مخابرات" في الأندلس، وكان مجاهداً من الطراز الأول وقائداً فاتحاً.
مُغِيْث في التاريخ
يذكر التاريخ لمغيث، أنه كان صاحب سرّ الخليفة الوليد بن عبد الملك في الأندلس، وكان المسئول الأول أمام الخليفة عن أمن المسلمين الفاتحين في الأندلس.
ويذكر له، أنه شارك مشاركة وثيقة في فتح الأندلس، وأنه فتح مدينة قرطبة، وأنه مجاهد صادق وقائد فاتح.
ويذكر له، أنه كان يتمتع بكفاية عالية جداً في جمع الأخبار والمعلومات، وكان يستفيد منها قائداً، ويفيد بها الخلافة أيضاً.
ويذكر له، أنه فرض كفايته على الخلفاء بعد الوليد بن عبد الملك، فظل موضع ثقة الخلفاء، حتى قُتل على عهد هشام بن عبد الملك.
ويذكر له، أنه حرص على واجباته، مجاهداً وقائداً ومستشاراً، طيلة حياته، وبقي موضع ثقة القادة والولاة والخلفاء في إفريقية والمغرب