للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال:

"أيها الناس، أين المفر، البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، فليس ثمّ والله إلاّ الصدق والصبر، فإنهما لا يُغلبان، وهما جندان منصوران، ولا تضرّ معهما قِلَّة، ولا تنفع مع الخور والكسل والفشل والاختلاف والعجب كثرة. أيها الناس، ما فعلت من شيءٍ فافعلوا مثله، إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا، ثمّ كونوا كهيئة رجل واحد في القتال. ألا وإني عامد إلى طاغيتهم بحيث لا أتهيّبه حتى أُخالطه أو أقتل دونه (١)، فإن قُتلت فلا تهنوا ولا تحزنوا، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وتولوا الدّبر لعدوِّكم، فتبدّدوا بين قتيل وأسير. وإياكم أن ترضوا بالدنيّة، ولا تعطوا بأيديكم، وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة، والراحة من المهنة والذلّة، وما قد أُجِّل لكم من ثواب الشهادة، فإنكم إن تفعلوا والله معكم ومعيذكم تبوؤون بالخسران المبين، وسوء الحديث غداً بين مَن عرفكم من المسلمين. وها أنا ذا حامل حتى أغشاه، فاحملوا بحملتي " (٢)، فحمل وحملوا.

(٣)

نص أبي بكر الطرطوشي (ت ٥٢٠ هـ)

في كتابه

سراج الملوك

ذكر هذا العالم الحجة خطبة طارق، مسلِّماً لها، غير شاعر بأدنى شك في صحة نسبتها إليه. وأورد طرفاً منها، وذلك في الباب الحادي والستين من كتابه المذكور، الذي عقده لذكر الحروب وتدبيرها وحيلها وأحكامها (٣).


(١) في الأصل: (وأقتل)، وهو تصحيف.
(٢) الإمامة والسياسة (٢/ ٧٤) - القاهرة - ١٣٧٧ هـ - ط٢.
(٣) الأُستاذ عبد الله كنون - مجلة دعوة الحق - العدد السادس والسابع - صفر ١٣٨٨ هـ =

<<  <  ج: ص:  >  >>