للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبيكة (١). وكانت مملكة غرناطة قد رسخت دعائمها نوعاً ما، واستقر بها ملك بني نصر الفتي على أسس ثابتة. وكان من حسن الطالع أنه لم يظهر في مملكة غرناطة في بداية أمرها زعماء خوارج ينازعون بني نصر زعامتهم، ولذا لم نشهد في هذه المنطقة مأساة الطوائف مرة أخرى، وإن كان تاريخ الدولة النصرية لم يخلُ من ثورات وانقلابات محلية عديدة. وكان من الغرائب، أن هذه المملكة الإسلامية الصغيرة، استطاعت أن تعيد لمحة من مجد الأندلس الذاهب، كما استطاعت بكثير من الشجاعة والجلد، أن تسهر على تراث الإسلام في الأندلس، زهاء مائتين وخمسين عاماً أخرى (٢).

[طوائف الأندلسيين في عصر الانحلال]

[١ - مملكة غرناطة وحدودها]

كانت مملكة غرناطة عند قيامها في أواسط القرن السابع الهجري، تشمل القسم الجنوبي من الأندلس القديمة، وتمتد فيما وراء نهر الوادي الكبير إلى الجنوب، حتى شاطئ البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، ويحدها من الشمال ولايات جيّان وقرطبة وإشبيلية، ومن الشرق ولاية مرسية وشاطئ البحر الأبيض المتوسط الممتد منها إلى الجنوب، ومن الغرب ولاية قادس وأرض الفرنتيرة. وكانت تشتمل عندئذ على ثلاث ولايات كبيرة، وهي ولاية غرناطة الواقعة في الوسط والممتدة جنوباً حتى البحر، وأهم مدنها العاصمة غرناطة، ووادي آش، وبسطة، وأشكر، وحصن اللّوز، ولوشة، والحامية، وأرجبة، وشلوبانية. وولاية المرية، وهي تمتد من ولاية


(١) الإحاطة (٢/ ٦٦)، وكان اسم السبيكة: يطلق على البسيط الذي يقع جنوب شرقي الحمراء.
(٢) نهاية الأندلس (٤٤ - ٤٦) وأنظر ما جاء عن ابن الأحمر في: The Moorish Empire in Europe, Scott: v. ١١. p. ٤٣٣-٤٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>