التوقّف، وبدأ بالتعاون مع موسى بن نصير وطارق بن زياد على القوط في إسبانيا، خاصة بعدما شعر بقوّة المسلمين المتنامية في المنطقة، وإقبال البربر على الدخول في دين الله أفواجاً.
ويمكن أن نلخِّص أسباب فتح الأندلس بثلاثة أسباب رئيسية:
الأول: نشر الإسلام وإعلاء كلمة الله في الأرض. إنّ الفاتحين حملوا الإسلام إلى الناس بالفتح، ولم يحملوا الناس بالفتح على الإسلام.
والثاني: ترصين الفتح الإسلامي في شمالي إفريقية بعامة، وفي منطقتي طنجة وسبتة بخاصة، وذلك بفتح الأندلس، فكما كانت منطقتا طنجة وسبتة تعتبران الخط الدفاعي الأمامي عن الأندلس، فإن الأندلس تعتبر الخط الدفاعي الأمامي للدفاع عن منطقتي طنجة وسبتة. وقد رأينا كيف قاومت سبتة المسلمين الفاتحين مقاومة عنيفة، وثبتت تجاه محاولاتهم المتكررة لفتحها، بفضل الإمدادات التي كانت تردها بحراً من القوط في إسبانيا، فلما تخلى القوط عن تزويدها بالإمدادت، صالحت المسلمين أو استسلمت لهم على أصحّ تعبير، لأنها عجزت عن مقاومتهم.
إنّ وجود قوّات معادية قويّة في الأندلس، خطر على الفاتحين وعلى مصير الفتح، وبخاصة في منطقتي طنجة وسبتة، لذلك بادر المسلمون بالتعرّض بالقوط في الأندلس، وفتح هذه البلاد، والهجوم هو أجدى وسيلة للدفاع.
والثالث: هو معاونة يليان للمسلمين وتعاونه معهم في الفتح، وتشجيعهم عليه، وحثِّهم على إنجازه، فقد سهّل يليان على المسلمين الفتح بدون شك، ولكنّهم كانوا يُقْدِمون عليه حتى ولو لم يتعاون معهم يليان ولم يعاونهم، لأن ذلك كان قدرهم في تلك الأيام.
[ب - الاستطلاع:]
بدأ موسى بن نُصير استشارته للخلافة في دمشق، وكان الخليفة حينذاك هو الوليد بن عبد الملك بن مروان (٨٦ هـ - ٩٦ هـ) قبل اتصالاته بيليان، أو قبل