للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤلفة من سبعمائة فارس من إِسْتِجَّة إلى قرطبة، بينما زحف طارق ببقية رجاله إلى طليطلة.

وصل مُغيث إلى ضواحي قرطبة، وعسكر في شَقُندَة ( Seconda) قرب ضفاف نهر الوادي الكبير، فوجد أن حاكم المدينة القوطي لا يزال موجوداً هناك، ترافقه حامية مكوّنة من نحو أربعمائة أو خمسمائة رجل، أما بقية سكان المدينة، فقد غادروها إلى طليطلة. وأفلح مغيث في اقتحام المدينة بسبب تهدم أسوارها، فانسحب حاكمها مع حاميته، وتحصنوا في كنيسة تقع خارج الأسوار تدعى: سان أسيكلو ( San Acisclo) حيث ضرب عليهم الحصار لمدة ثلاثة أشهر. وعندما أيقن هؤلاء بعدم قدرتهم على الاستمرار في المقاومة، حاول حاكم المدينة وقائد حاميتها الهرب إلى طليطلة، ولكنه وقع في أسر المسلمين، وأبيدت الحامية بأجمعها. وبعد ذلك اتخذ مغيث قصر المدينة سكناً له، بينما سكن رجاله في المدينة (١).

وكان من عوامل انتصار المسلمين على القوط، أنهم استطاعوا قطع الماء عن المحصورين، وكان يجري إلى الكنيسة في مجرى تحت الأرض، فلم يفطن إليه المسلمون أولاً، حتى اكتشفه رجل من السود ممن كان مع المسلمين (٢)، ولكن المحصورين صبروا صبراً طويلاً رغم قطع الماء عنهم، حتى استسلموا أخيراً، وأسر حاكم المدينة وقائدها (٣) وأبيد رجاله (٤).

د - فتح طُلَيْطُلَة (٥):


(١) الرازي نشر جاينجو ص (٦٩ - ٧٠) وأخبار مجموعة (١٣ - ١٤) وفتح الأندلس (٨) والبيان المغرب (٢/ ٩ - ١٠) ونفح الطيب برواية الرازي (١/ ٢٦١ - ٢٦٣)، وقارن: Saavedra.p.٨٥
(٢) نفح الطيب برواية الرازي (١/ ١٦٥).
(٣) فجر الأندلس (٨٢).
(٤) البيان المغرب (٢/ ١١).
(٥) طليطلة: مدينة كبيرة بالأندلس، يتصل عملها بعمل وادي الحجارة، وتقع على =

<<  <  ج: ص:  >  >>