وذكرنا في فتوح موسى قبل لقائه بطارق، أنه فتح شَذُونَة وقَرْمُونة ورعواق وإشبِيليِة ومارِدة ولَقَنْت.
ومعنى ذلك، أنّ كثيراً من المدن التي فتحها طارق لأول مرّة، استعادها القوط، مما يهدّد أجنحة قوات طارق، ويهدد خطوط مواصلاته، فاضطر موسى أن يستعيد فتحها من جديد، لتأمين جناحي طارق الأيمن والأيسر وخطوط مواصلاته، ولتفتيت المقاومة القوطية أينما وجدت.
وحتى طُليطلة، بعد أن غادرها طارق بوقت قليل، لكى يلاقي موسى وهو في طريقه إليها، استعادها القوط، فاضطر موسى أن يستعيد فتحها من جديد.
لقد عزّز عبور موسى موقف المسلمين بقيادة طارق في الأندلس، وأزاح عنهم ما كان يخشونه من أخطار، وأمن خطوط مواصلات المسلمين، وحمى أجنحتهم حماية كاملة، وفتّت قوات القوط، وبدّد حشودهم في الجبال الوعرة، وجعل آمالهم في استعادة ما فتحه المسلمون إلى حوزتهم سراباً، وأظهر لهم بالقوة تارة وبالسياسة تارة أخرى، أن الخيار الوحيد المفتوح أمامهم، هو الاستسلام للمسلمين، والتعاون معهم في إدارة البلاد، ومعاونتهم في تعميرها، فقد جاء المسلمون ليبقوا لا ليرحلوا.
ومضى موسى وطارق إلى طليطلة، ليقضيا فصل الشتاء معاً هناك، وليرتاح المسلمون ويكملوا استعدادتهم لفتح جديد.
[د - الفتح المشترك بين القائدين:]
كان هدف موسى وطارق ..............................................