للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفاتح]

١ - في إِفْرِيْقِيَّة (١):

أصبح عبد الله ساعد والده الأيمن، بعد أن أصبح والده على إفريقية والمغرب (٢)، يستعين به في الفتوح، ومن الواضح أنه رافق أباه موسى بن نصير


(١) أطلق الفينيقيون لفظ: أفري ( Aphri) على أهل البلاد الذين كانوا يسكنون حول مدينتهم القديمة ( Utica) وعاصمتهم قرطاجنة مدينتهم الحديثة، وعنهم أخذه اليونان، فأطلقوه على أهل البلاد الأصليين الذين يسكنون المغرب من حدود مصر إلى المحيط. وقد سمّيت هذه المنطقة: (أفريكا)، أي بلاد الأَفْرِي، واستُعمل هذا الاسم للدلالة على هذه المنطقة. وأخذ معنى هذا الّلفظ يتّسع شيئاً فشيئاً كلّما اتّسع سلطان الرومان في إفريقيّة، فأصبحت ولاية إفريقية القنصلية تضم ولاية إفريقية الأصلية والجزء الشرقي من تونس الحالية، والمنطقة الداخلية التي تمتدّ حتى فَزَّان؛ أما بقية إفريقية الرومانية، فسمّي الجزء المقابل منها للجزائر الحالية: نوميديا، ويلي ذلك موريتانيا بقسميها القيصرية والطنجيّة، فإفريقيّة تشمل كل ما دخل في طاعة الروم من هذه القارة من برقة إلى طَنْجَة.
وعن البيزنطيين أخذ العرب لفظ: إفريقية، فأرادوا به في أوّل الأمر كل ما يلي مصر غرباً حتى ساحل المحيط الأطلسي، وهذا هو مفهوم إفريقية العام الذي يكاد يعادل مفهوم المغرب. أما مفهوم إفريقيّة الخاص، فهو يعني الأجزاء الشرقية من المغرب التي تعادل ولاية إفريقيّة الرومانية الأصلية، أي البلاد التونسية الحالية مع بعض الأجزاء الغربيّة لولاية طرابلس (ومنها المدينة) والتخوم الشرقية لبلاد الجزائر العربية إلى بجاية في ولاية قسنطينة، وعلى ذلك فإنّ إقليم إفريقيّة هو أوّل أقاليم المغرب، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (١/ ٣٠٠) وآثار البلاد وأخبار العباد (١٤٨) ووصف إفريقيّة للبكري (٢١٠)، وفيه جاء رسم موريتانيا هكذا ( Mauretania) ، وأنظر فتح العرب للمغرب (١ - ٢) وتاريخ المغرب العربي (١١)، والمؤرخون والجغرافيون العرب، يذكرون أنّ إفريقيّة سمّيت باسم شخص معيّن، أنظر معجم البلدان (١/ ٣٠٠)، ومنهم مَنْ يذكر أنها مشتقة من لفظة: فرّق، أنظر تاريخ ابن خلدون (٦/ ٩٨).
(٢) المغرب عند المؤلفين الأوائل، يبدأ مما يلي إفريقيّة غرباً إلى سواحل المحيط، أنظر المسالك والممالك (٣٣) ومعجم البلدان (٨/ ١٠٣)، وفيه: أنّ الأندلس من المغرب =

<<  <  ج: ص:  >  >>