والاستعانة بالأجنبي له خطورة عظيمة جداً، فهذا الأجنبي يطلع على عورات المسلمين، ويستطلع أرضهم، ويعرف نقاط الضعف فيهم، ويطّلع على اختلافاتهم، فهو يعرف بذلك مداخل المدن والحصون ونواقصها والأمكنة التي يمكن الاستيلاء عليها منها، كما يعرف تفرق كلمة المسلمين، وتشتّت قوتهم وصفوفهم، وأنهم أصبحوا أعداء بعضهم، وهم لا يقاومون كما ينبغي.
لذلك يمكن اعتبار مدة ملوك الطوائف هي المدة التي فتحت أبواب الأندلس للعدو المتربّص بهم، فلذلك كانت المدن الأندلسية العظيمة تتساقط بالتتابع، بينما يبقى المسلمون الآخرون متفرّجين غير متعاونين على صد العدو، وربّما أعان المسلم عدوه على أخيه المسلم، وما هكذا تورد يا سعد الإبل كما يقول المثل ... !
[يمكن تلخيص أسباب سقوط الأندلس بما يلى:]
١ - تهاون المسلمين في دينهم الذي قادهم للنصر المؤزّر.
٢ - تعاون المسلمين مع أعدائهم.
٣ - عدم تعاون المسلمين فيما بينهم في حرب أعدائهم.
٤ - اهتمام المسلمين بالتّرف على الاهتمام بالتدريب العسكري.
٥ - اهتمام المسلمين بالقصور والمال أضعاف اهتمامهم بالجهاد.
٦ - ضعف قياداتهم العسكرية والدينيّة.
٧ - تفرّق كلمة المسلمين وظهور الاختلاف العنصري والقبلي.
٨ - التناحر والتنافس على السلطة.
٩ - انتشار الاضطرابات الداخلية.
١٠ - تمكين أعداء المسلمين من رقاب المسلمين.
١١ - تشتت المسلمين بالثورات الداخلية والاستعانة بالعدو على المسلمين.