للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتواصل لا يعرفها دين من الأديان الأخرى، وهي من صلب تعاليم الإسلام.

[٣ - فتوح البرتغال:]

في الوقت الذي كان موسى بن نُصَيْر وطارق بن زياد، يقومان بفتوحاتهما في شمالي الأندلس، كان عبد العزيز يقوم بفتح وسط البرتغال.

فقد عاد عبد العزيز كما ذكرنا، إلى إشبيلية، ومن ثم إلى مارِدَة، حيث ولاّه أبوه القيادة العامة للبلاد المفتوحة، ومن باجَة زحف إلى يَابُرَة (١) ( Evora) وشَنْتَرِيْن (٢) ( Santaren) وقُلُمْرِيَّة (٣) ( Caimbra) ، وظلّ متجهاً إلى أقصى الغرب، بقصد ملاقاة الفرق الإسلامية في أَسْتُرْقَة (٤) ( Astorga) . وقد قام عبد العزيز بهذا الفتح قبل رحيل أبيه موسى من الأندلس إلى دمشق: "فلم يبق في الأندلس بلدة دخلها المسلمون بأسيافهم، وتصيّرت ملكاً لهم، إلاّ قسّم موسى بن نُصير بينهم أراضيها، إلاّ ثلاثة بلاد، وهي: شَنْتَرِيْن وقُلُمْرِيَّة في الغرب، وشَيَّة (٥) في الشرق، وسائر البلاد خُمِّسَت وقُسِّمت بمحضر


(١) يابرة: بلد في غربي الأندلس، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (٨/ ٨٤٩)، وتقع في البرتغال الحالية.
(٢) شنترين: مدينة متصلة الأعمال بأعمال باجة، في غربي الأندلس، ثم في غربي قرطبة، على نهر تاجة، قريب من انصبابه في البحر المحيط، وهي حصينة، بينها وبين قرطبة خمسة عشر يوماً، وبينها وبين باجة أربعة أيام، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (٥/ ٣٠٠) وتقويم البلدان (١٧٢ - ١٧٣).
(٣) قلمرية: مدينة في غربي الأندلس، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (٧/ ١٥١)، وتقع في البرتغال الحالية.
(٤) أسترقة: إحدى مدن ولاية ماردة المهمة، وهي أي ولاية ماردة هي ولاية البرتغال القديمة، وهي في شمالي البرتغال حالياً، أنظر: دولة الإسلام في الأندلس (٦٩ و١٣٠).
(٥) شَيَّة: تقع في منطقة لاردة ووشقة ( Huesca) ، وهي ضمن الثغر الأعلى الذي كانت سرقسطة عاصمته، أنظر: جغرافية الأندلس وأوروبا (٩٥)، والمعلومات عن هذه المدينة الأندلسية قليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>