للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاسماً لتلك المحاولات.

هكذا فتح المسلمون ما فتحوا، وهكذا حافظوا على ما فتحوا.

ب - في مَيُوْرْقَة ومَنُوْرَقَة:

بعد أن أنجز موسى بن نصير استعادة فتح المغرب الأوسط، وأكمل فتح المغرب الأقصى، وفتح طنجَة، أصبحت السواحل المغربية المواجهة لبعض جزر البحر الأبيض المتوسط وللأندلس، معرضة لهجمات الرّوم، لغرض استعادة تلك المناطق الغنية إلى سيطرتهم، ومن القوط الذين يحكمون الأندلس لغرض إبعاد المسلمين عن بلادهم، وحمايتها من غزو المسلمين المتوقع لها.

وكان من جزر البحر التي اتخذها الروم والقوط قواعد متقدمة لهم، جزيرتا: ميورقة ومنورقة، وهما جزيرتان في البحر الأبيض المتوسط، بين صقلية وجزيرة الأندلس (١).

وفي سنة تسع وثمانين الهجرية (٧٠٧ م)، جهز موسى بن نصير ولده عبد الله، فافتتح هاتين الجزيرتين (٢)، وغنم منها ما لا يحصى، وعاد سالماً (٣).

ويبدو أن المسلمين، بعد فتح هاتين الجزيرتين، تركوا فيهما حاميتين صغيرتين منهم، لحرمان الرّوم والقوط من الاستفادة منهما قاعدتين لقواتهم، للتعرض بالمسلمين في الساحل المغربي المقابل لهاتين الجزيرتين، وللاستفادة منهما في مراقبة النشاط البحري للروم والقوط، وإنذار المسلمين بكل نشاط معادٍ بوقت مبكِّر، لاتخاذ التدابير الضرورية الّلازمة لإحباطه.


(١) النجوم الزاهرة (١/ ٢١٦)، وأنظر العبر (١/ ١٠٤) وشذرات الذهب (١/ ٩٨) والبداية والنهاية (٩/ ٧٧).
(٢) النجوم الزاهرة (١/ ٢١٦)، وأنظر تاريخ خليفة بن خيّاط (١/ ٣٠٥) وابن الأثير (٤/ ٥٤٠).
(٣) ابن الأثير (٤/ ٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>