للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأندلس (١).

وفي سنة تسع وثمانين الهجرية (٧٠٩ م) جهز موسى ابنه عبد الله فافتتح هاتين الجزيرتين (٢)، وغنم ما لا يحصى، وعاد سالماً (٣).

والهدف الأول والأخير، من تعرض المسلمين بهذه الجزر، هو حماية الساحل الإفريقي من هجمات الروم والقوط، والهجوم أنجع وسائل الدفاع كما يقولون (٤).

وعندما ضعف المسلمون في شمال إفريقية، أصبحت تلك الجزر قواعد لأساطيل أعدائهم وحشود قواتهم للهجوم على المسلمين، وأسر نسائهم ورجالهم، وأخذهم إلى القسطنطينية وغيرها.

إن فتح الأندلس، هو الوسيلة الوحيدة لحماية البر الإفريقي المقابل لها، والذي كان المسلمون قد فتحوه، وصارعوا الأهوال من سنة اثنتين وعشرين الهجرية إلى سنة تسعين الهجرية، أي مدة ثمان وستين سنة، بذلوا خلالها كثيراً من الجهد والنفقات والشهداء، على رأسهم قائدان: عقبة بن نافع، وزهير بن قيس البلوي.

هكذا فتح المسلمون الفاتحون ما فتحوه، وهكذا حافظوا على ما فتحوه: بالتعرض والجهاد، وبفتح جديد يرصِّن الفتح القديم.

٢ - فتح طَرِيْف:

أرسل موسى في شهر رمضان من سنة إحدى وتسعين الهجرية (آب =


(١) النجوم الزاهرة (١/ ٢١٦)، وانظر العبر (١/ ١٠٤) وشذرات الذهب (١/ ٩٨) والبداية والنهاية (٩/ ٩٩).
(٢) النجوم الزاهرة (١/ ٢١٦)، وانظر تاريخ خليفة بن خياط (١/ ٣٠٥) وابن الأثير (٤/ ٥٤٠).
(٣) ابن الأثير (٤/ ٥٤٠).
(٤) انظر تفاصيل هذه الفتوح، في سيرة: عبد الله بن موسى بن نصير في كتاب: قادة فتح الأندلس والبحار.

<<  <  ج: ص:  >  >>