مرسية حتى البحر، وأهم مدنها ثغر المرية وألبيرة، والمنصورة، وبرشانة، وبرجة، ودلاية، وأندرش. وولاية مالقة، وهي تقع على البحر غربي غرناطة، وأهم مدنها ثغر مالقة، وبلش مالقة، وطرش، وقمارش، وأُرشذونة، وأنتقيرة، ورندة ومربلة، ويلحق بها الجزيرة الخضراء ومنطقة جبل طارق وطريف.
وتخترق مملكة غرناطة في الوسط جبال سييرا نفادا (جبل شلير) الشاهقة، وهضاب البشرات الوعرة وبسائطها الخضراء، كما تخترقها عدة أنهار منها شنيل فرع الوادي الكبير، ونهر أندرس الصغير، وفي الشرق نهر المنصورة. وكانت خواصها الطبيعية التي تجمع بين مزيج مدهش من المروج والوديان الخصبة، والجبال والهضاب الوعرة، تمدها بثروات زراعية ومعدنية حسنة، ينمّيها ويضاعفها الشعب الأندلسي الموهوب، بذكائه ونشاطه وبراعته المأثورة، وهكذا كانت مملكة غرناطة الصغيرة، تستمد من مواردها الطبيعية أسباب القوة والمنعة والرخاء (١).
٢ - عناصر السكاّن
كانت منذ الفتح منزل قبائل الشام، وقد مكثت أعقاب هذه البطون مدى عصور كثيرة في تلك الولاية، ولما اضطرمت الفتن بالأندلس عقب انهيار الدولة الأموية، تقاطر البربر من الضفة الأخرى من البحر على قواعد غرناطة، ثم غدت مدى حين إمارة بربرية، وأصبح البربر عنصراً بارزاً في سكان هذه المقاطعة. وكانت الثغور الجنوبية بطبيعة الحال منزل البربر، كلما عبروا إلى الأندلس - خاصة أيام المرابطين والموحّدين - وكانت طوائف كثيرة من المجاهدين، تتخلّف في هاتيك الوديان النضرة وتستقر فيها، ويجذبهم