للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإفريقي.

وعاد القوط الغربيون إلى محاسنة الفاندال والسوابيين، فقد أعطى ثيودوريك إحدى بناته إلى هاينريك بن غايسيريك (٤٤٢ م)، كما أعطى بنتاً أخرى من بناته إلى ملك السوابيين، وذلك قبل موته بعامين فقط.

أما العداوة بين الفاندال والإمبراطورية الرومانية الغربية فكانت بازدياد، ففي سنة (٤٥٥ م) اقتحم غايسيريك مدينة رومة وأباحها لجنده أربعة عشر يوماً. وفي العام التالي استولى على جزيرة سردينيا، ثم استولى على جزيرة صقلية في سنة (٤٦٩ م).

[ز - سقوط رومة:]

وفي هذه الأثناء، كانت الإمبراطورية الرومانية في الغرب قد ضعفت، وتوالى على عرشها أباطرة ضعاف كسالى، فأخذ القادة الجرمان يعزلون منهم من شاءوا ويولون من شاءوا. وكان في الحرس الإمبراطوري المرابط في رافنا (١) قائد اسمه آدوفاكر (٢). ورأى آدوفاكر حال الأباطرة والإمبراطورية، فخلع رومولوس أغوسطولوس آخر أباطرة الرومان، وأعلن نفسه ملكاً على إيطاليا سنة (٤٧٦ م)، ثم كتب إلى زينون إمبراطور القسطنطينية يخبره بما فعل، ويقر بسلطته عليه، فلم يجد زينون بداً من إقرار آدوفاكر على عرش رومة كَرْهاً، وهكذا انقسمت أوروبة إلى قسمين: قسم شرقي هو الإمبراطورية البيزنطية، وقسم غربي نشأت فيه الدول الجرمانية المختلفة التي كانت منها الدول الأوروبية الحديثة. فكانت سنة (٤٧٦ م) تاريخاً لسقوط رومة ولانقراض الإمبراطورية الرومانية الغربية ولنهاية العصور القديمة وبدء العصور الوسطى.

ج - مقتل آدوفاكر:


(١) Ravenna
(٢) Odoacer و Odovrakar و Otacher

<<  <  ج: ص:  >  >>