للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٦)

نصّ ابن الشباط (ت ٦٨١ هـ)

محمد بن علي بن محمد بن الشباط المصري التوزري

في كتابه صلة السّمط وسمة المرط في شرح سمط الهدى

في الفخر المحمّديّ

ذكر هذا العالم الحجة خطبة طارق، مسلِّماً لها غير شاعر بأدنى شكّ في صحّة نسبتها إليه، وأوردها في النصّ الذي عقده لذكر فتح الأندلس في كتابه المذكور.

إلاّ أنه يجب أن أشير مسبقاً، إلى أن هناك اختلافاً يسيراً ما بين نصّ هذا العالم ونصّ ابن قُتَيْبَة في: الإمامة والسياسة، وهو اختلاف بسيط لا يخرج عن دائرة اللغة، وهذا هو النصّ:

( ....... ولما بلغ طارقاً دنوُّه منهم، قام في أصحابه خطيبًا (١)، فحمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه، ثمّ حضّ الناس على الجهاد ورغَّبهم في الشهادة، وبسط من آمالهم، ثم قال:

(أيها الناس، إلى أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو من (٢) أمامكم، وليس والله إلاّ الصدق والصبر، فإنهما لا يُغلبان، وهما جندان منصوران، لا تضرّ معهما قِلّة، ولا تنفع مع الخور والكسل والفشل والاختلاف والعجب كثرة. أيها الناس، ما فعلت من شيءٍ فافعلوا مثله، إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا، وكونوا كهيئة رجل واحد في القتال. ألا وإني عامدٌ إلى طاغيتهم لا أتهيّبه، حتى أخالطه أو أُقتل دونه، فإن قُتلتُ فلا تهنوا ولا تنازعوا


(١) خطيباً: ساقطة في كتاب الإمامة.
(٢) من: ساقطة في كتاب الإمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>