للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى كل حال، فقصة إحراق طارق للسفن لا سبيل إلى تصديقها، لأنها تناقض حماسة المجاهدين يومئذ الذين لا يحتاجون إلى حوافز جديدة للاستقتال، ولأن السفن لم تكن ملكاً للمسلمين بل ملكاً لغيرهم، ولأن هذه القصة دوّنت لأول مرة في القرن الخامس الهجري، أي بعد فتح الأندلس بأكثر من ثلاثة قرون صُنِّفت خلالها كثير من المصادر الأندلسية المعتمدة، دون أن تشير إلى هذه القصة أو تتطرق إلى ذكرها، كما لم تؤيدها أية رواية إسلامية أخرى قبل رواية الإدريسي لها.

٥ - سير المعركة الحاسمة

معركة وادي بَرْباط أو وادي لَكُّهْ

أ - قوّات الطرفين:

أولاً: المسلمون:

اثنا عشر ألفاً (١)، انضم إليهم يليان في قوة صغيرة من أصحابه وأتباعه (٢). ولا يزال مدى مشاركة يليان في فتح الأندلس موضع اختلاف بين المؤرخين، وهناك أدلّة تشير إلى أن مهمّته كانت مساعدة الفاتحين وإعطاء توجيهات عامة لهم في أثناء العبور، وكان أيضاً عيناً لهم على الأعداء (٣). ولكن بعد هزيمة القوط، ترك يليان الجزيرة الخضراء إلى إسْتِجَة (٤) ( Ecija) وقرر أن يبدي مساعدة أكبر لطارق، بتزويد الفاتحين بأدلاّء من رجاله، لإنجاز افتتاح


= إلى المكسيك. ومن المعقول أن يكون هذا القائد الإسباني قد تأثر في عمله بالعمل الذي ينسب إلى طارق بن زياد فاتح الأندلس، أنظر دولة الإسلام في الأندلس (٤٩) في الهامش (١).
(١) نفح الطيب (١/ ٢٣٩).
(٢) دولة الإسلام في الأندلس (٤٢).
(٣) فتوح مصر والمغرب (٢٠٦) والرازي (٩٨ - ٩٩) وأخبار مجموعة (٧) وابن الأثير (٤/ ٥٦٢) والنويري (٢٢/ ٢٧).
(٤) إستجة: إسم كورة بالأندلس متّصلة بأعمال (رية) بينها وبين قرطبة عشرة فراسخ، وأعمالها متصلة بأعمال قرطبة، انظر التفاصيل في معجم البلدان (١/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>