وإيمانه الرّاسخ العميق بتعاليم الدين الحنيف، وتجربة عملية ناجحة في القيادة، يقود رجاله من الأمام ويكون قدوة حسنة لهم بالأعمال لا بالأقوال، يستأثر دون رجاله بالخطر، ويؤثرهم بالاطمئنان، يبذل جهداً في جهاده أكثر من أيّ رجل من رجاله، حريص غاية الحرص على أرواح رجاله، يتحلى بالضبط المتين، ويتحمل المسئولية كاملة ويحبّها، يبذل قصارى جهده في رفع معنويات رجاله، يهتم بأمن جيشه كل الاهتمام، يسبق النظر، ويُعِد لكل ما يحتمل وقوعه ما يناسب من حلول، لا يجتاحه الغرور في حالة النصر ولا يستخذي في حالة الاندحار، يُقدِّر الموقف العسكري تقديراً واقعياً صائباً، يتميّز بالشجاعة النادرة والإقدام.
ب - سِماته العامة:
كان ذا قرار سريع صحيح، يتميز بالشجاعة الشخصية، وكان ذا إرادة قوية ثابتة، له نفسية رصينة لا تتبدّل في حالتي النصر والهزيمة، يتحمل المسئولية ويحبّها ولا يتهرب منها ويلقيها على كواهل الآخرين، يتمتع بمزية سبق النظر، وعلى معرفة مفصلة بنفسيات رجاله وقابلياتهم، يثق برجاله ويثقون به، يثق برؤسائه ويثقون به، يحب رجاله ويحبونه، وكان ذا شخصية قوية نافذة، يتمتع بالقابلية البدنية المتميزة، وله ماضٍ ناصع مجيد في ميدان الجهاد.
وكان يعرف مبادئ الحرب بالفطرة، ويطبقها عل عملياته العسكرية تطبيقاً ناجحاً، ومن المعلوم أن مبادئ الحرب لا تتغير، ولكن أساليب الحرب هي التي تتغير.
ج - تلك هي سمات طارق الخاصة والعامة، التي قدَّمَتْه لتسنّم منصب القيادة، ثم جعلت منه قائداً لامعاً من أبرز قادة الفتح الإسلامي، لا يُذكرون إلاّ ويذكر معهم.
وسمات قيادة طارق، تشابه إلى حدّ بعيد سمات قيادة خالد بن الوليد، فإذا كان خالد بطل فتوح المشرق، فطارق بطل فتوح المغرب. وإذا كان خالد