للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قدَّم طلباً إلى وزارة الدفاع العراقية ليتطوّع مقاتلاً في معارك التحرير لإنقاذ فلسطين. يقول -رحمه الله- بعد أن تمت الموافقة على تطوعه: ذهبت إلى منصب ضابط ركن اللواء الرابع في مدينة جنين الفلسطينية، وبقيت هناك نحو سنة، حتى عدت مع الجيش العراقي (١) ... ويسجل ذكرياته في هذه الساحة الجهادية فيقول: انتصر فوج واحد يبلغ تعداده (٨٢٢) ضابطاً وجندياً على عشرة آلاف صهيوني كانت خسائرهم في تلك المعركة أكثر من تعداد الجنود العراقيين (٣٠) شهيداً مع أن المعركة معركة تصادفية، ولم يكن أي من المنتسبين إلى الجيش العراقي قد سمع بـ (جنين) أو يعرف حتى مكانها، ولا توجد لديهم خرائط ... وكان بين قتلى اليهود ابنة (ابن جوريون) رئيس وزراء إسرائيل (٢) ...

(٨) بعد انقضاء حكم عبد الكريم قاسم تولى منصب الوزارة في عهد الرئيس عبد السلام عارف عدة مرات، ولكنه انتهز أول فرصة، فاستقال للتفرغ للعلم وحده، وقد عُرِضت عليه الوزارة في كل حكومة شكلت بعد سنة ١٩٦٤ م، ولكنه اعتذر باستمرار، وفي سنة ١٩٦٨ م في ١٧ تموز عُيِّن وزيراً للمواصلات، وكان يومها في مصر رئيساً للجنة توحيد المصطلحات العسكرية فاعتذر عن قبول هذا المنصب وآثر العمل في المجالات العلمية على العمل في المناصب الحكومية، وبقي في القاهرة حتى أخرج للناس المعجمات العسكرية الموحدة الأربعة المعروفة، والتي أعيد طبعها مرات كثيرة، وكان هو الذي اقترح توحيد هذه المصطلحات وهو الذي وضعها في حيز التنفيذ.

وعاد من مصر إلى العراق سنة ١٩٧٣ م، فعرضت عليه عدة مناصب


(١) كتاب اللواء محمود شيت خطاب للواء الركن يوسف بن إبراهيم السلوم ص ٦٤.
(٢) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>