للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الأرض أم من أهل السماء، قد وطئوا إلى بلادنا، وقد لقيتهم، فلتنهض إلىّ بنفسك" (١). وتُدمير هو تيودومير القوطي، عامل لذريق على تلك المنطقة من الأندلس وقائدها، وكانت بإمرته قوّات محلية تابعة لعامل لذريق وبقيادته، فكان الاصطدام الأول بين المسلمين وقوات القوط، اصطداماً على نطاق الجيش المحلي أو القوات المحلية لمنطقة جنوبي الأندلس، ولم يكن اصطداماً على نطاق القوة الضاربة للملك القوطي. وبذلك أصبح مضيق جبل طارق كله بيد المسلمين، فعهد طارق إلى يليان ومن معه من الجند، حرارته هذا الموضع وحمايته من كل هجوم متوقع، وأمن المسلمون من أن يعبر عدوّ إلى مواقعهم عند جبل طارق، فيهدد تلك المواقع وطريق مواصلاتهم التي تربطهم بقواعدهم في إفريقية (٢).

وسارع لذريق بإرسال ما تيسَّر له من قوات خفيفة بقيادة ابن أخيه بنج (٣) ( Banj) وهو (بالإسبانية Sancho أو Bancho) ولكن طارقاً قضى على تلك القوات، ولم ينج من جندها إلاّ واحد اسمه: بِلْياسن ( Williesindo-Beliasin) أسرع إلى معسكر لذريق في أقصى الشمال عند بّنْبُلُونَة (٤)، وأخبره نزول المسلمين البلاد، فسارع لذريق نحو الجنوب، حتى دخل قُرْطُبَة (٥)، ثمّ أخذ يستعد للحركة جنوباً للقاء المسلمين (٦). ومن الواضح أنّ بلياسن حمل إلى


(١) تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس (مخطوطة) من (٧٠) علي عبد الرحمن ابن هذيل.
(٢) Saavedra, pp. ٦٥.
(٣) البيان المغرب (٢/ ١٠).
(٤) بنبلونة: مدينة أندلسية في غربي الأندلس، خلف جبل الشارة، انظر تقويم البلدان (١٨٠ - ١٨١).
(٥) قرطبة: مدينة عظيمة بالأندلس وسط بلادها، كانت عاصمة لملكها وقصبتها، انظر التفاصيل في المسالك والممالك (٣٥) ومعجم البلدان (٧/ ٥٢) وتقويم البلدان (١٧٤ - ١٧٥) وآثار البلاد وأخبار العباد (٥٥٢).
(٦) نفح الطيب (١/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>