للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدينة إِلْبِيْرَة، وسار هو في معظم الجيش إلى كورة جَيَّان يريد طُلَيْطلة" (١).

ثم ينقل المَقَّري عق الرازي ما يتعلق بفتح تُدْمير، فيقول: "وأما مَن وُجِّه إلى مَالَقَة ففتحوها، ولجأ علوجها إلى جبال هناك ممتنعة، ثم لحق ذلك الجيش بالجيش المتوجه إلى إِلْبِيْرَة، فحاصروا مدينتها غَرْناطة، فافتتحوها عَنْوَة" (٢)، "ومضى الجيش إلى تُدْمِير، وتُدْمِير: اسم العِلْج صاحبها، سُميت به، واسم قصبتها: أُورْيُولَة، ولها شأن في المَنَعَة، وكان ملكها عِلْجاً داهية" (٣). وهذا يعني، أن سرية مَالَقَة التحقت بعد فتح مَالَقَة بسرية إِلْبيْرَة، وافتتحا تُدْمِير سويّة، فتكون على هذا عدد السرايا التي أرسلها طارق ثلاثاً، بدلاً من أربع (٤).

وقد اعترض بعض المؤرخين المحدثين، على عملية طارق في فتح جنوب شرقي الأندلس وكبار مدائنه مثل مالَقَة وغرْناطة، وأُورْيُولَة، وادّعوا أن ذلك غير صحيح، لأن المسلمين لم يفتحوا هذه النواحي إلاّ في ولاية عبد العزيز بن موسى بن نُصير (٥). وذكروا: أنه لا يستبعد أن يكون طارق قد بعث سرايا صغيرة إلى هذه النواحي وغيرها لمجرد الاستطلاع لا للفتح، وكان الجند عنده قد كثروا، ففرّق أعداداً منهم في جماعات من رجال يليان يدلونهم على الطريق (٦).


(١) نفح الطيب (١/ ٢٦٠ - ٢٦١) والإحاطة في أخبار غرناطة، ابن الخطيب (١/ ١٠١).
(٢) نفح الطيب (١/ ٢٦٣) والإحاطة (١/ ١٠١).
(٣) نفح الطيب (١/ ٢٦٤).
(٤) التاريخ الأندلسي (٦٥).
(٥) انظر ترجمته في كتابنا: قادة فتح الأندلس والبحار.
(٦) فجر الأندلس (٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>