للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليفتح إشْبِيلِية كبيرة مدائن شبه الجزيرة بعد طُليطلة إذ ذاك.

واتجه موسى بقواته إلى إِشْبيلِية، ففتحها المسلمون بعد بضعة أشهر من الحصار، ويبدو أن سكانها فتحوا أبوابها للمسلمين بعد أن طال الحصار واشتد القتال. وأما حاميتها القوطية، فانسحبت إلى لَبْلَة (١) على مصب وادي آنة، ومنها إلى أَكْشُونِبَة ثم إلى بَاجَة (٢)، وهناك استقرّت تنتظر الحوادث.

وسار موسى على رأس قواته قاصداً مارِدَة (٣)، متبعاً طريقاً رومانياً قديماً كان يصل البلدتين، واستولى في طريقه على بلدة تسمى لَقَنْت (٤) سلّم له أهلها دون مقاومة، فسموا لذلك: موالي موسى (٥).

ولما أدرك موسى ماردة، وجدها أحصن وأقوى مما ظنّها، فقد كان الهاربون من فلول القوط قد تجمعوا فيها، لأنها بلد بعيد صعب المنال وعر المسالك، فأقام موسى محاصراً البلد بقية الصيف والشتاء التالي، ولم يسلّم البلد إلاّ في الأول من شهر شوال سنة أربع وتسعين الهجرية (٣٠ حزيران -


(١) لبلة: قصبة كورة بالأندلس كبيرة، يتصل عملها بعمل أكشونبة وهي شرق من أكشونبة وغرب من قرطبة، بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة أيام، أربعة وأربعون فرسخاً، وهي بريّة بحرية، انظر معجم البلدان (٧/ ٣١٩).
(٢) باجة: مدينة من أعمال الأندلس، تتصل بنواحي ماردة، وهي ضمن اثنتي عشرة مدينة قاعدتها ماردة، انظر المشترك وضعاً والمفترق صقعاً (٣٣) وجغرافية الأندلس وأوروبا (٦٣).
(٣) كورة متصلة من نواحي الأندلس، متصلة بحوز فِرّيش بين الغرب والجوف من أعمال قرطبة، واحدى القواعد التي تخيرتها الملوك للسكنى، وهي مدينة رائعة كثيرة الرخام، فيها آثار قديمة، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٧/ ٣٦٠).
(٤) لقنت: حصنان من أعمال ماردة بالأندلس: لقنت الكبرى، ولقنت الصغرى، وكلّ واحدة تنظر إلى صاحبتها، انظر معجم البلدان (٧/ ٣٣٦). وقال ابن القوطية: "ثمّ قصد من إشبيلية، إلى لقنت، إلى الموضع المعروف بفجّ موسى، في أوّل لقنت إلى ماردة"، انظر افتتاح الأندلس (٩).
(٥) فتح الأندلس (١١)، وانظر تعليق ( Joaquin de Gonzales) بخصوص هذه العبارة (٩٣) من الترجمة، وانظر فجر الأندلس (٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>