المنطقة من بلاد فرنسة، تمهيداً لفتحها فيما بعد (١).
(١) في البيان المغرب (٢/ ٢٤) ونفح الطيب (١/ ٢٥٩)، أنّ موسى انتهى إلى صنم، فوجد في صدره مكتوباً، "يا بني إسماعيل! إلى هنا منتهاكم، وإذا سألتم: إلى ماذا ترجعون؟ أخبرناكم؟ ترجعون إلى اختلاف ذات بينكم، حتى يضرب بعضكم رقاب بعض" ومن الواضح أنّ هذه أسطورة من الأساطير، وهي قصة جغرافية، نسجت فيما بعد، تقريراً لما حدث بين الفاتحين فعلاً، وأدّى بهم إلى ضياع الفردوس المفقود (الأندلس) منهم، وخروجهم منها أذلاء مغلوبين حين تفرّقوا وأختلفوا وتخلّوا عن عقيدتهم التي قادتهم إلى النصر، فأصبحوا مسلمين جغرافيين، لا مسلمين حقيقيين، وعرباً من قوارير، أو بالجنسية - حسب - لا عرباً حقّاً، وكانوا قد دخلوها أعزاء فاتحين منتصرين متّحدين موحّدين، متمسكين بعقيدتهم مضحّين في سبيلها بالغالي والرخيص، فكان بأسهم على أعدائهم شديداً، فانتصروا وعزّوا، فأصبح بأسهم بينهم شديداً، فاندحروا وذلّوا. تلك هي عبرة الأسطورة للمسلمين اليوم وغداً، فهي في معناها واقع مرير قد حدث، وهي فى مبناها أسطورة من الأساطير.