للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيضاً بالنسبة للعرب بخاصة والمسلمين بعامة، فكان هذا الجهل المطبق بالعدو الصهيوني من أهم أسباب نكسة ١٩٦٧ م التي أصيب بها العرب والمسلمون في الحرب العربية الصهيونية، هي قلة المعلومات الميسَّرة عن العدو الصهيوني لدى العرب، وغزارة المعلومات الميسّرة عن العرب لدى عدوهم الصهيوني، فقاتل العرب في تلك الحرب عدواً لا يكادون يعرفون عنه شيئاً، فكانوا كمن يقاتل عدوه في ظلام دامس، في منطقة مجهولة، وهو معصوب العينين!! ..

وكان من الصعب للغاية أن يحاضر المحاضر، أو يؤلف المؤلف بعد تلك الحرب في العسكرية الصهيونية، لأن المصادر العربية يومئذ كانت نادرة أو لا وجود لها، ولأن المصادر الأجنبية ممنوعة في البلاد العربية فلا تصل إلى المحاضر أو المؤلف العربي، ولأن كشف الحقائق عن العدو الصهيوني بالنسبة للمحاضر العربي والمؤلف العربي قد يؤدي على اتهامه بالانحياز إلى العدو، وإذا لم يكشف المحاضر أو المؤلف الحقائق كان مقصراً في حق عقيدته وأمته وأمانته ...

فلا عجب أن يعتذر كل من فوتح بأن يحاضر أو يؤلف عن العدو الصهيوني في حينه، أي بعد حرب/ ١٩٦٧ م/ (١) لكن الرائد القائد اللواء الركن محمود شيت خطاب اقتحم هذا الميدان بجرأة وكفاءة عالية واقتدار، وقرر أن يحاضر ويؤلف في العسكرية الإسرائيلية، وبدأ بإلقاء محاضراته على طلاب معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة، وكان عدد الطلاب يومئذ لا يزيدون عن مائة طالب، ولكن الذين كانوا يحضرون هذه المحاضرات أكثر من ثلاثمائة عدداً، بينهم عدد لا يستهان به من ضباط


(١) السيرة الذاتية للواء الخطاب ص ١٤ و١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>