واستعمال السلاح والقضايا التعبويّة، بل يشمل التدريب العنيف فى تحمل المشاق والصبر على المكاره واجتياز العقبات، ومواجهة المعضلات بحسن الرأي لا بحدّة العاطفة حتى يجد لكل معضلة حلاً مناسباً، وقدرة على إعداد الخطط المرنة السليمة القابلة للتنفيذ المؤدية للنصر.
هذه المزايا القيادية، تجتمع في مجاهد، لا يتخلف عن الجهاد، ويعتبره على المسلم فرضاً، رشّحته لقيادة الفرسان، لأنه سريع الحركة، ألمعي الذكاء، فلما نجح في مهمّته قائداً للفرسان، تسنّم قيادة مستقلة، فى جبهة حيوية من جبهات القتال، فأثمرت كفاياته ومزاياه وجهاده فتحاً مبيناً، فكان فتح قرطبة إحدى تلك الثمرات.
وظل مجاهداً في ساحات الجهاد الإفريقية والمغربية والأندلسية، حتى آخر لحظة من لحظات حياته، فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط السيف من يده.
فإذا تجاوزنا مجمل عناصر سماته القيادية، إلى تعداد تفاصيل تلك السمات بإيجاز شديد، وجدنا أنه صاحب قرار صحيح سريع، لأنه ألمعي في عسكريته، ذكي في فطرته، حريص على جمع المعلومات عن عدوه وعن الأرض التي ستكون ميداناً لجهاده.
وكان يتحلى بالشجاعة الشخصية النادرة، فهو الذي تربّص بصاحب قرطبة، وهو الذي طارده وحده دون الاستعانة برجاله، وهو الذي أسره وقاده إلى معسكر المسلمين، الواقع أن الأثر الشخصي لشجاعة مغيث النادرة، واضح كل الوضوح، ليس في سير الأحداث لفتح قرطبة فسحب، بل في سائر أعماله في القتال، حتى وهب روحه رخيصة دفاعاً عن تماسك المسلمين ووحدتهم. وصيانة لحاضر الفتوح ومستقبلها.
وكان ذا إرادة قوية لا تلين، فإذا أيقن بأنه على صواب، لم يتهاون في وضع الأمور في نصابها، مستسهلاً الصعب، مستهيناً بالخطر.
وكان يتحمل المسئولية ويحبها، ولا يتهرب منها أو يتخلى عنها، محاولاً