للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبحكم الأمانة والمسؤولية التي حُمِّلتُها، أمانة التفويض (١) التي شُرِّفتُ بها في حياة اللواء الركن محمود شيت خطاب -بعد مماته من قبل ورثته وأهل بيته - ومسؤولية الدَيْن الثقيل تجاه أسرته الكريمة، أتطلع إلى دار نشر أو مجموعة دور نشر لتأخذ على عاتقها نشر تراث اللواء الركن محمود شيت خطاب كاملاً -كما كان الفقيد يطمح ويتمنى- في طباعة جديدة وأنيقة تليق بقدر هذا العالم الجليل، وتليق بإنتاجه. وستبقى الأمة العربية والإسلامية وأجيالها المتلاحقة بحاجة إلى قراءة هذه الصفحات المشرقة من عصرها الذهبي، وحضارتها الزاهرة، وتاريخها التليد، وعظمائها الأماجد ... فهل من مجيب؟ وهل من رائد خيِّر يموِّل مثل هذا المشروع؟ بالتأكيد لن تعدم الأمة مثل هؤلاء الرجال ... وإنا لمنتظرون.

(١٧) لفت نظري وأنا أقرأ سيرة حياته -كما كتبها بخط يده- أن اللواء الخطاب لم يتحدث عن الجانب السياسي في حياته، ولا عن الوزارات التي شغلها، ولا عن المناصب والمهمات التي أداها، ولا عن الملوك والرؤساء الذين قابلهم -وقد رأيت صوره معهم- ولا عن الشخصيات السياسية وكبار القوم الذين لقيهم (٢) كل هذا لم يأت اللواء الخطاب على ذكره لا فيما كَتَب ولا فيما كتِب عنه، ولا تحدث عنه في مجالسه مع أن الكتابة في مثل هذه الأمور أو الحديث في مثل هذه الشؤون يمكن أن يكون موضع فخر ومباهاة عند بعض الأشخاص، أو يمكن أن يكون -إن أحسنا الظن- شريطاً لمذكرات وذكريات


(١) كان الفقيد رحمه الله - فوضني تفويضاً كاملاً في طباعة كتبه ومخطوطاته، وبالنيابة عنه بتوقيع العقود مع دور النشر، وبعد وفاته جددت زوجته وبناته هذا التفويض.
(٢) وأنا أجزم أنه كان للواء الخطاب كثير مما يمكن أن يقوله أو يكتبه في هذا الشأن بحكم مواقعه ومسؤولياته وعيشه في قلب الأحداث.

<<  <  ج: ص:  >  >>