ويذكر له أنّه فتح الشّطر الأكبر من البرتغال، غربي الأندلس، وفتح مدنها، وقضى على جيوب المقاومة القوطيّة في أرجائها.
ويذكر له، أنّه استعاد فتح إشبيلية ولَبْلَة وباجَة من جديد، ودحَر المقاومة القوطيّة التي استولت عليها بعد فتحها من المسلمين.
ويذكر له، أنّه قضى على تهديد المقاومة القوطيّة لخطوط مواصلات قوّات طارق بن زياد وموسى بن نصير في الأندلس، وعلى جناحي تلك القوات الأيمن والأيسر، مما أتاح لطارق وموسى التغلغل شمالاً في الفتح.
ويذكر له، أنّه اغتيل ظلماً وعدواناً، فنال باغتياله شرف الشهادة.
ويذكر له، أنّه كان مجاهداً صادقاً، وإدارياً حازماً، وكان يعمل بأمانة وإخلاص، للإسلام والمسلمين، مجاهداً وإدارياً، دون كلل ولا ملل.
ويذكر له، أنّه رحل وهو في ريعان الشباب، فكأنّه كان يغالب الزّمن، ليخلِّف من بعده، ما لم يخلفه الشيوخ فتحاً ومآثر وأمجاداً.
رحمه الله، جزاء ما قدم للعرب والمسلمين، من خدمات لا تنسى، قائداً وفاتحاً وإدارياً وشهيداً.
لقد رحل عن هذه الدنيا، ولكن آثاره في الأندلس وفي صفحات التاريخ، لن ترحل أبداً.