للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغرب، جاز العقيلي البحر مع أميره، وجازت قبل سقوط غرناطة وبعده إلى المغرب جمهرة كبيرة من أقطاب العلم والأدب، هم البقية الباقية من مجتمع الأندلس الفكري (١). وللعقيلي آثار في النثر والنظم تبدو لروعتها كأنها نفثات أخيرة، لآداب الأندلس المحتضرة، وكان دفاع أبي عبد الله من أبدعها وأروعها.

وقد قدم كاتب هذا الدفاع، لدفاعه بعد الديباجة بقصيدة رائعة في مطلعها:

مولى الملوك ملوك العرب والعجم ... رعياً لِما مثله يرعى من الذّمم

وهي قصيدة طويلة في أكثر من مائة بيت، وفيها يعطف الشاعر بعد ذلك على مديح ملوك فاس، وجهادهم في الأندلس، والإشادة بعلائقهم ببني الأحمر ملوك غرناطة، فيقول:

تضيء آراؤهم في كل معضلة ... إضاءة السّرج في داج من الظُّلم

هذا ولو من حياء ذاب محتشم ... لذاب منهم حياءً كل محتشم

أنسى الخلائف في حلم وفي شرف ... وفي سخاء وفي علم وفي فهم

وناصر الدين في الإقبال فاق وفي ... محبة العلم أزرى بابنه الحكم

أفعال أعدائه معتلة أبداً ... متى يرم جزمها بالحذف تنجزم (٢).

ويلي القصيدة الطويلة دفاع أبي عبد الله المنثور، في أسلوب يفيض قوة وبياناً، وفيه يشير أبو عبد الله إلى حوادث الأندلس، ويعتذر عن محنته،


(١) أزهار الرياض (١/ ٧١).
(٢) أنظر المقري في كتابيه: نفح الطيب (٢/ ٦١٧ - ٦٢٨) وأزهار الرياض (٧٢ - ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>