[ذكر بعض المؤلفات لأهل السنة والجماعة في الرد على نفاة علو الله على خلقه]
وقد أفرد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لهذا الموضوع مجلداً كاملاً من درء تعارض العقل والنقل، وهو المجلد السادس وجزء من المجلد السابع، وقد استعرض شبهات أكبر عالم من علماء الجهمية الأشاعرة المتأخرين، وهو الفخر الرازي في كتابيه: الأربعين في أصول الدين، وأساس التقديس، ورد عليها رداً مفصلاً ومبيناً.
وممن ألف في موضوع العلو الإمام الذهبي رحمه الله، المؤرخ المشهور، ألف كتاباً سماه: العلو للعلي الغفار، واختصره الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتاب سماه: مختصر العلو للعلي الغفار، ومختصر الشيخ الألباني شرطه فيه أنه لا يثبت إلا ما ثبت إسناده عنده، وأما ما ضعف إسناده ولم يصح فإنه حذفه جميعاً، سواء ما يتعلق بالأحاديث أو الآثار الواردة عن الصحابة أو التابعين أو من جاء بعدهم.
وممن ألف في العلو الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله، صاحب كتاب المغني، له كتاب سماه: إثبات علو الله على خلقه.
وأيضاً كتبت رسائل لبعض المعاصرين، منها رسالة علو الله على خلقه في مجلد للدكتور موسى الدويش، وأيضاً رسالة أسامة القصاص بعنوان علو الله على خلقه، في جزءين، وقد توفي أسامة القصاص بسبب هذا الكتاب، حيث قتلته الطائفة الحبشية الموجودة في لبنان بسبب إثباته لعلو الله عز وجل، وهم من الجهمية الذين ينفون علو الله عز وجل على خلقه.
ومن أفضل الكتب في هذا الموضوع كتاب: اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية، للإمام ابن القيم رحمه الله، فهذا الكتاب مفرد في إثبات علو الله عز وجل على خلقه، وقد طبع قديماً وطبع محققاً في السنوات الأخيرة.
وكتاب ابن القيم رحمه الله له مقدمة طويلة في موضوع النعمة، ثم بعد ذلك بدأ في موضوع إثبات العلو، ونقل الآيات الواردة، والأحاديث وأقوال الصحابة الواردة في ذلك، وأقوال الأئمة الأربعة، وأتباع الأئمة الأربعة.
فمن المالكية نقل مجموعة من النصوص عن عبد الوهاب المالكي وعن ابن الباقلاني الأشعري المشهور، ونقل أيضاً عن ابن أبي زيد القيرواني صاحب كتاب الرسالة، وهو الذي يلقب بالإمام مالك الصغير.
ونقل كذلك عن أئمة الشافعية، نقل عن الشافعي رحمه الله، ونقل عن أبي نصر الكرجي، ونقل عن جماعة، وكذلك الحال في الأحناف، نقل عن أبي حنيفة وعن أبي يوسف وعن غيرهم، وكذلك الحال في الحنابلة، ونقل أقوال الشعراء في إثبات العلو، ونقل أيضاً أقوال الفقهاء، وهكذا نقل أقوالاً كثيرة وحشد نصوصاً كبيرة جداً في إثبات علو الله سبحانه وتعالى على خلقه.
وكما قلت: إن أول من أثار نفي العلو هو الجعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان، ثم لم يحصل أن حصل نفي العلو إلا عند المتأخرين، فمتقدمو الأشاعرة والكلابية كانوا يثبتون علو الله عز وجل على خلقه كما تدل النصوص، منهم: أبو الحسن الأشعري والباقلاني، وابن مجاهد تلميذ أبي الحسن الأشعري، وغيرهم، ثم حصل النفي عند المتأخرين الذين قلدوا الجهمية الأولى.