وفي إحدى المرات قامت دائرة الأشغال بنقل الماء المبتذل المتجمع من الأبنية، ويصب حولها في حفر متَّسعة، ونقل ذاك الماء لسقي الحدائق ذات المروج بين الشوارع والممرات، ووراء المساجد.
وكان الناس يصلون عليها، فأصدر بياناً باسم (إعلان هام)، وطالب الناس باتخاذ حواجر للطهارة لتصح صلاتهم، وقوله هو الموافق لمذهب الشافعية الذي كان الأنصاري يتبعه. وإن كان هناك أمامه قول آخر عند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، وقول عند السادة الأحناف يبيح تلك الصلاة مع الرطوبة، وهذا من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر [انظر المرفق رقم: ٧].
تدريس العلوم الدينية في المدرسة الثانوية
واقترحت على مدير المعارف: أن يقوم الشيخ عبد الله بتدريس علوم الدين في المدرسة الابتدائية الثانوية (الوحيدة)، وأن يؤم الطلاب ظهراً في المدرسة إضافة لعمله، فوافق على القسم الأول، واعتذر عن القسم الثاني لارتباطه بإمامته في مسجد وسط البلد قرب بيته، وأظنه كان مسجد الأمير الشيخ خليفة بن حمد.
طلب العشائر فتح المدارس
وجاءت وفود العشائر من أطراف قطر، وكل شيخ يطلب فتح مدرسة عند بيوته (ونصف البيوت كانت مضارب شعر)، والإقامة فيها غير تامة كل السنة، وإنما يذهب الأهل إلى البادية مع أغنامهم، وأولادهم. وطبعاً يراد أن يذهب المعلم معهم في خيمة تأمنها له إدارة المعارف، وأن تصلهم كل يوم سيارة ماء (صهريج)، من قبل متعهد ينقلها من مكان بعيد، ويدفع للطلاب مبالغ يومية!!.
وكلفت بزيارة هذه المضارب، والاجتماع بأهل القرى مع فضيلة الشيخ عبد الله، وفي السنة الثانية كان معنا (بل يرئس بعثتنا) الأخ الدكتور عز الدين إبراهيم (المفتش العام).