للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعجب من مقالات تخالف ذلك والقول ببقاء التقليد على العالم والجاهل, فإن هذه المقالة تستلزم رفع التعبد بالكتاب والسنة، وأنه لم يبق إلا تقليد الرجال الذين هم متعبدون بالكتاب والسنة كتعبد من جاء بعدهم على حد سواء, فإن كان التعبد بالكتاب والسنة مختصاً بمن كانوا في العصور السابقة, ولم يبق لهؤلاء إلا التقليد لمن تقدمهم, ولا يتمكنون من معرفة أحكام الله من كتاب الله وسنة رسوله، فما الدليل على هذه التفرقة الباطلة والمقالة الزائفة وهل النسخ إلا هذا, سبحانك هذا بهتان عظيم"؟!! (١)

(وقال عبد القادر بن أحمد المعروف بابن بدران الدمشقي:

"قد أطال العلماء النفس في هذا الموضوع، وأورد كل من الفريقين حججاً وأدلة, وكأن القائلين بجواز خلو عصر عن مجتهد, قاسوا جميع علماء الأمة على أنفسهم، خيّلوا لها أنه لا أحد يبلغ أكثر من مبلغهم من العلم, ثم رازوا أنفسهم فوجدوها ساقطة في الدرك الأسفل من التقليد, فمنعوا فضل الله تعالى, وقالوا: لا يمكن وجود مجتهد في عصرنا البتة, بل غلا أكثرهم فقال: لا مجتهد بعد الأربعمائة من الهجرة، ويَنْحَّلُّ كلامهم هذا أن فضل الله كان مدراراً على أهل العصور الأربعة ثم أنه نضب فلم يبق منه قطرة تنزل على المتأخرين، مع أن فضل الله لا ينضب, وعطاؤه ومدده لا يقفان عند الحد الذي حدده أولئك" (٢).

(وقال الأخ المعاصر العلامة الدكتور وهبة الزحيلي -بارك الله فيه-:

" وقد أحسن بعض العلماء كابن تيمية, والحركات السلفية الحديثة إذ قرروا بقاء باب الاجتهاد مفتوحاً لمن كان أهلاً له" (٣).


(١) "إرشاد الفحول" (ص ٢٥٤).
(٢) "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" (ص ١٩٢).
(٣) "الاجتهاد في الشريعة الإسلامية" (ص ١٩٨, ٢٥٢) مجموعة بحوث نشرتها جامعة الإمام بالرياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>