للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لا يخفى على من له أدنى فهم أن الاجتهاد قد يسره الله للمتأخرين تيسيراً لم يكن للسابقين لأن التفاسير للكتاب العزيز قد دونت وصارت في الكثرة إلى حد لا يمكن حصره, والسنة المطهرة قد دوّنت, وتكلم الأمة على التفسير والتجريح والتصحيح والترجيح، بما هو زيادة على ما يحتاج إليه المجتهد. وقد كان السلف الصالح ومن قبل هؤلاء المنكرين يرحل للحديث الواحد من قطر إلى قطر, فالاجتهاد على المتأخرين أيسر وأسهل من الاجتهاد على المتقدمين, ولا يخالف في هذا من له فهم صحيح وعقل سوي. " (١)

ولأخي العالم الفاضل الأستاذ عمر عبيد حسنة كتاب جليل طبع باسم "الاجتهاد للتجديد سبيل الوراثة الحضارية" ذكر فيه من المباحث والنظريات الكثير النافع المفيد, ولست بحاجة الآن إلى النقل عنه, ولكن أَلِفْتُ النظر إليه, فقد توسع فيه بما يغني كل محتاج (٢).

وتوضيح لبعض المشكلات لابد من قول فيه بعض التفصيل

أولاً: إن العلماء الذين ردوا على القول بإغلاق باب الاجتهاد بعد الأئمة الأربعة لم يدّعوا لأنفسهم الاجتهاد (٣) , بل حاولوا الدفاع عن المواهب الإلهية التي حظي بها العلماء الفطاحل القادرين على الاجتهاد, وإخراج الفقه الإسلامي من دائرة محدودة إلى ميدان واسع فسيح, وذلك مع الاستمداد من فقه الصحابة والتابعين وأتباعهم, وفقه المذاهب الأربعة وغيرها من فقه أئمة الاجتهاد الآخرين.


(١) "إرشاد الفحول" (ص ٢٥٤).
(٢) وهو من مطبوعات المكتب الإسلامي.
(٣) اللهم إلا عدد قليل منهم, وفي مقدمتهم الإمام السيوطي (ت ٩١١هـ) رحمه الله فإنه ادّعى لنفسه الاجتهاد كما لا يخفى على من طالع كتابه "الرد على من أخلد إلى الأرض", وعدد من المعاصرين!!.

<<  <  ج: ص:  >  >>