الذكاء متين الدين طاهر العرض حافظاً اللغات بصيراً بالنحو ممتازاً فيه مجتهداً في أحكام العربية منفرداً فيها بآراء ومذاهب شذ بها عن مألوف أهلها.
وصنف فيما كان يعتقده منها كتابه المشرق المذكور وتنزيه القرآن عما لا يليق بالبيان. وقد ناقضه في هذا التأليف أبو الحسن بن محمد بن خروف ورد عليه بكتاب سماه تنزيه أئمة النحو عما نسب إليهم من الخطأ والسهو وذكر أنه لما بلغه مناقضة بن خروف له قال: نحن لا نبالي بالكباش النطاحة وتعارضنا أبناء الخرفان.
وكان بارعاً في التصريف من العربية كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً متحققاً في معقول ومنقول غير أنه أصيب بفقد أسمعته عند استيلاء الروم دمرهم الله على المرية. وكان كريم الأخلاق حسن اللقاء جميل العشرة لم ينطو قط على إحنة لمسلم عفيف اللسان صادق اللهجة نزيه الهمة كامل المروءة حسن المشاركة في العلوم على تفاريعها. ولم يزل مدرساً للعلوم ناشراً ما لديه من المعارف. واستقضي ببجاية وقلد بمراكش أيضاً قضاء الجماعة واستقضي