سمع منه الناس: أبو العباس بن زيان وأبو العرب وأبو محمد بن خيران وكان جيد القريحة اختلف إلى سحنون في الصغر فلما مات واظب بن عبدوس فانتفع به فكان بعده من أفقه أصحابه وأفقه أهل القيروان عالماً أستاذاً حاذقاً بأصول علم مالك وأصحابه جيد الكلام عليه يحكي من معانيه بن عبدوس حتى لقد قال القائل: كان الاسم في ذلك الوقت ليحيى بن عمر والفقه لحماس.
وكان بعضهم يقول: لما دخل حماس حلقة محمد بن عبد الحكم وابن عبد الحكم لا يعرفه وتكلم حماس فصرف إليه بن عبد الحكم وجهه ثم أراده في الكلام ثم سأله بن عبد الحكم عن مسالة من الجراح فأجابه ثم سأله عن أخرى فأجاب: وجود فقال بن عبد الحكم: يمكن أن تكون حماس بن مروان؟ قال: نعم فعاتبه إذ لم يقصد إليه ثم قربه وأكرمه.
فقال لقمان ابن يوسف: لما قدم علينا يحيى بن عمر من المشرق وأتاه بعض أصحابنا فقال له: إن لنا حلقة يجتمع فيها يوم الجمعة أصحابنا فلو تفضلت وحضرتهم فترى كيف هم؟ فأجابه وأتى معه يحيى إلى القوم فأكرموه وجلس معهم وفي القوم حماس بن مروان وابن فيرون وسرور وابن أخت جامع ومحمد بن بسطام فأخذ محمد بن بسطام يسأل عن تفسيرات محمد بن عبدوس التي ألفها في الشفعة والقسم وأشباه ذلك وحماس بن مروان يجيب وباقي القوم يتكلم كل واحد منهم بما تهيأ له ويحيى بن عمر ساكت فلما انقضى مجلسهم وقام يحيى بن عمر فسأله الرجل الذي جاء به: كيف رأيت أصلحك الله أصحابنا؟ فقال: ما تركت في بغداد من يتكلم في الفقه بمثل هذا الكلام.