للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما حضرته الوفاة أمر ابنه أن يبيع كتبه في كفنه ويقال: إنه خرج ليلة من بيته وابنه سالم يتهجد في بيته وابنه محمد يتهجد في بينه والعجوز في بيتها تقرأ وتركع وتبكي والخادم يصلي فوقف في القاعة وقال: يا آل حماس ألا هكذا فكونوا وكان يزوره أبو العباس الخضر.

ولاه الأمير زيادة الله بن الأغلب قضاء إفريقية وقال لهم: وليت حماس بن مروان لرأفته ورحمته وطهارته وعلمه بالكتاب والسنة وذلك في رمضان سنة تسعين ومائتين فرضيته الخاصة والعامة وسرت به وجمع الله به القلوب النافرة والكلمات المختلفة وفرح به أهل السنة. وكان في القيروان لولايته فرح شديد وكان من أفضل القضاة وأعدلهم وكان حسن الفطنة والنظر ومن أهل الدين والفضل وكانت أيامه أيام حق ظاهر وسنة فاشية وعدل قائم ولم يأخذ على القضاء أجراً وتوفي سنة ثلاث وثلاثمائة مولده سنة اثنين وعشرين ومائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>