قال بن بشكوال: وأخبرني بعض أصحابنا قال: سمعت القاضي أبا علي بن سكرة يقول في القاضي أبي الوليد: ما رأيت مثله ولا رأيت على سمته وهيبته وتوقير مجلسه وقال: هو أحد أئمة المسلمين.
قال ابن بسام: بلغني عن الفقيه أبي محمد بن حزم أنه كان يقول: لم يكن لأصحاب المذهب المالكي بعد القاضي عبد الوهاب - مثل أبي الوليد الباجي ونقل بعضهم: إن أبا الوليد لما ورد إلى الأندلس وجد بها ابن حزم الظاهري ولم يكن في الأندلس من يشتغل بعلمه فقصرت ألسنة فقهائها عن مجادلته واتبعه جماعة على رأيه واحتل بجزيرة ميورقة فرأس بها واتبعه أهلها فلما وصل أبو الوليد تكلم في ذلك فرحل إليه وناظره وأبطل كلامه وله معه مجالس كثيرة قيدت بأيدي الناس.
ولما تكلم أبو الوليد في حديث البخاري المروي في عمرة القضاء والكتابة إلى قريش وذكر قول من قال بظاهر اللفظ - أنكر عليه أبو بكر بن الصائغ