وبينه وبين أبي محمد بن حزم مناظرات وفصول يطول شرحها.
قال القاضي عياض: وحاز الرئاسة بالأندلس فسمع منه خلق كثير وتفقه عليه خلق وممن تفقه عليه أبو بكر الطرطوشي والقاضي بن شبرين وسمع منه من أهل الأندلس الحافظان أبو علي الجياني والصدفي والقاضي أبو القاسم المعافري والسبتي وابن أبي جعفر المرسي وغيرهم. وكان في رحلته وأول وروده الأندلس مقلاً في دنياه حتى احتاج في سيره إلى القصد بشعره وآجر نفسه ببغداد مدة مقامه لحراسة درب فكان يستعين بإجارته على نفقته ولما ورد الأندلس أول وروده كان يتولى ضرب ورق الذهب للغزل. والأبرار ويعقد الوثائق وقيل: إنه يخرج للإقراء وفي يده أثر المطرقة إلى أن فشا علمه وشهرت تآليفه فعرف حقه وعظم جاهه وقرب من الرؤساء واستعملوه في الأمانات والقضاء وأجزلوا صلاته فاتسعت حاله وكثر كسبه حتى مات عن مال وافر كثير. وكان يستعمله الرؤساء في الرسل بينهم ويقبل جوائزهم وهم له على غاية البر والإكرام وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره كأريولة وشبهها.