قال أبو القاسم الوهراني: وسمعت الشيوخ يقولون: إن في مختصر بن عبد الحكم الكبير ثمان عشرة ألف مسألة وفي المدونة ست وثلاثون ألف مسألة ومائتين منها أربع ممحوة وفي المختصر الأوسط أربعة آلاف مسألة وفي الصغير ألفاً ومائتين.
وسمعت أبا محمد بن أبي زيد يقول: من حفظ المدونة والمستخرجة لم تبق عليه مسألة قال: وما رأيت من الشيوخ أسخى منه ولا أكثر مواساة لطالب العلم. ومن يرد عليه من الغرباء يعطيهم الدراهم ويكسوهم. وكان لا يخلي جيبه من كيس فيه مال فكل من يرد عليه من الفقهاء يغرف له غرفة بلا وزن. لقد سألته عن سبب عيشه فقال لي: كان رؤساء بغداد لا يموت أحد منهم إلا أوصى لي بجزء من ماله.
وكان الأبهري أحد أئمة القرآن المتصدرين لذلك والعارفين بوجوه القراءة وتجويد التلاوة. وذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين. وتفقه على الأبهري عدد عظيم وخرج له جماعة من الأئمة بأقطار الأرض من العراق وخراسان والجبل وبمصر وإفريقية كأبي جعفر الأبهري وأبي سعيد القزويني وأبي القاسم بن الجلاب وأبي الحسن بن القصار وأبي عمر بن سعد الأندلسي نزل المهدية وأبي العباس البغدادي