متصرفاً في علم النحو واللغة حسن الخطاب والبلاغة لين الكلمة متواضعاً حدث وسمع منه كثير. وذكره الحكم أمير المؤمنين فقال: هو فقيه بمذهب مالك حافظ مقدم من أهل المعرفة بالحديث والرجال وله حظ من الأدب لم يل القضاء بقرطبة أفقه منه ولا أعلم إلا منذر بن سعيد لكنه أرسخ في علم أهل المدينة من منذر.
وقال بن مفرج: كان بن السليم راسخاً في العلم مجتهداً في طلبه عالماً بالحديث والفقه. قال غيره: جمع إلى الرواية الواسعة: جودة استنباط الفقه والفتيا والحذق بالفرائض والحساب والتصرف في البلاغة والشعر والتفنن في العلوم حسن العشرة كريم النفس.
وكان جماعة من كبراء العلماء بالأندلس ممن أدركوه قاضياً كابن زرب وغيره يقطعون على أنه لم يكن في قضاة الأندلس منذ دخلها الإسلام إلى وقته قاض أعلم منه. قال أبو محمد الباجي: ما رأيت في المحدثين مثله. وله كتاب التوصل لما ليس في الموطأ واختصار كتاب المروزي في الاختلاف وكتاب المخمس في الحديث. وكان مع علمه من أهل الزهد والتقشف والبر.