للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشعبي إلا حديثًا واحدًا، ولا من فلان ولا من فلان، حتى عد سبعة عشر أو بضعة عشر، كلهم قد روى عنه الحجاج، ثم زعم بعد روايته عنهم أنه لم يلقهم ولم يسمع منهم (١).

قال ابن حجر: قال الساجي: الحجاج بن أرطأة كان مدلسًا صدوقًا سيء الحفظ ليس بحجة في الفروع والأحكام. وقال البزار: كان حافظًا مدلسًا، وكان معجبًا بنفسه، وكان شعبة يثني عليه، ولا أعلم أحدًا يرو عنه -يعني ممن لقيه- إلا عبد الله بن إدريس. وقال إسماعيل القاضي: مضطرب الحديث لكثرة تدليسه.

وقال محمد بن نصر: الغالب على حديثه الإرسال والتدليس وتغيير الألفاظ (٢).

قال ابن حبان: النوع الثامن عشر من أنواع جرح الضعفاء: المدلس عمن لم يره، كالحجاج بن أرطأة وذويه، كانوا يحدثون عمن لم يروه ويدلسون حتى لا يُعلم ذلك منهم.

سمعت محمد بن عمر بن سليمان يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: الحجاج بن أرطأة لم يسمع من الزهري ولم يره.

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: سمعت هشيمًا يقول: قال لي الحجاج بن أرطأة: صف لي الزهري.

أخبرني محمد بن المنذر، حدثنا عمر بن شيبة، حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي أوفى قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: "اللهم صل على آل فلان".

فحدثت به الحجاج بن أرطأة، فقال: هذا أصل، ثم سمعته يحدث عن عمرو بن مرة.

فقلت: سمعته منه؟ فقال: إذا حدثتني به فلا أبالي أن لا أسمعه.


(١) "سنن الدارقطني" (٣/ ١٧٤).
(٢) "تهذيب التهذيب".

<<  <   >  >>