للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: الساعة يخرج الساعة: أنبأ أبو الزبير عن جابر قال: كنت في الصف الثاني يوم صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على النجاشي.

قال أبو عبد الرحمن: أبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس مكي، كان شعبة سيء الرأي فيه، وأبو الزبيرمن الحفاظ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب ومالك بن أننس، فإذا قال سمعت جابرًا فهو صحيح، وكان يدلس، وهو أحب إلينا في جابر من أبي سفيان، وأبو سفيان هذا اسمه طلحة بن نافع وبالله التوفيق (١).

قال الحاكم: ذكر النوع الحادي عشر من علوم الحديث: هذا النوع من هذه العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس، وهي متصلة بإجماع أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس.

مثال ذلك: ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل".

قال الحاكم: هذا حديث رواته بصريون ثم مدنيون ومكيون، وليس من مذاهبهم التدليس، فسواء عندنا ذكروا سماعهم أولم يذكروه، وإنما جعلته مثالًا لألوف الأمثلة (٢).

قال ابن القطان: أبو الزبير صدوق، إلا أنه يدلس، ولا ينبغي أن يتوقف من حديثه في شيء ذكر فيه سماعه، أو كان من رواية الليث عنه، وإن كان معنعنًا، ولا ينبغي أن يلتفت إلى ما أكثر به عليه من غير هذا، كقول شعبة: إنه رآه يصلي فيسيء الصلاة، فإن مذاهب الفقهاء مختلفة، فقد يرى الشافعي بعض صلاة


(١) "السنن الكبرى" (١/ ٦٤٠) (ح ٢١٠١).
(٢) "معرفة علوم الحديث" (صـ ٣٤).

<<  <   >  >>