للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحنفي إساءة، وهي عنده ليست بإساءة.

وكذلك قوله: إنه رأى أبا الزبير يزن فيرجح في الميزان -هو أمر لا يحققه عليه شعبة-، إذ قد يعلم هو من أمر الميزان الذى يزن به، ما يظنه غيره به مطففًا، وليس هو كذلك.

وكذلك قول من قال: سُفَّه على رجل من أهل العلم بحضرته فلم ينكر، قد يكون له في السكوت عذر، ونحن نلومه، مثل أن لا يقدر على الإنكار على السافه إلا بقلبه، أو لا يرى ذلك سفهًا، ويراه الحاكي سفهًا، أو يرى المسفوه عليه أهلًا لذلك، ولا يراه الحاكي لذلك أهلًا. والمخارج عن هذه كثيرة، وقد نص يحيى القطان وأحمد بن حنبل على أن مالم يقل فيه: حدثنا جابر، لكن "عن جابر" بينهما فيه فيافٍ، والله أعلم (١).

قال يعقوب بن سفيان: سمعت سليمان بن حرب قال: كان سليمان اليشكري جاور بمكة سنة، جاور جابر بن عبد الله وكتب عنه صحيفة، ومات قديمًا، وبقيت الصحيفة عند أمه، فطلب أهل البصرة إليها أن تعيرهم فلم تفعل، فقالوا: فأمكنينا منها حتى نقرأها، فقالت: أما هذا فنعم، قال: فحضر قتادة وغيره فقرأوها، فهو هذا الذي يقول أصحابنا: حدث سليمان اليشكري، أو نحو هذا من الكلام (٢).

قال أبو حاتم الرازي: جالس سليمان اليشكري جابرًا فسمع منه وكتب عنه صحيفة، فتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته، فروى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة، وكذلك قتادة (٣).

قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: قال ابن عيينة: شهدت أبا الزبير


(١) "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٣٢٢ - ٣٢٣).
(٢) "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٢٧٩).
(٣) "الجرح والتعديل" (٤/ ١٣٦).

<<  <   >  >>