للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقرأ عليه صحيفة، فقلت لأحمد: هي هذه الأحاديث -يعني صحيفة سليمان وهو اليشكري- التى في أيدي الناس عنه؟ قال: نعم.

قلت: أخذها أبو الزبير من الصحيفة؟ قال: كان أبو الزبير يحفظ.

أشك في يحفظ كيف قاله أحمد! قالوا: وربما شك في الشيء فنظر فيه.

سمعت أحمد قيل له: شعبة ترك أبا الزبير لهذا؟ قال: لا، كانت معه قصة أخرى (١).

وقال ابن القطان الفاسي أيضًا: ذكر أبو محمد من طريق الترمذي عن أبي الزبير عن عائشة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر طواف يوم النحر إلى الليل.

وسكت عنه مبرزًا من إسناده أبا الزبير، وليس ذلك تبريًا من عهدته، فإنه قد عُهد يصحح ما يرويه أبو الزبير، ولو لم يجئ إلا بلفظة "عن"، لا مما يروي عن جابر، ولا مما يروي عن غيره.

وقد تقدم ذكر جملة من ذلك في الباب الذى قبل هذا.

وعندي أن هذا الحديث ليس يصح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما طاف يومئذٍ نهارًا، وإنما اختلفوا هل صلى الظهر بمكة أو رجع إلى منى فصلاها بها، بعد أن فرغ من طوافه.

فابن عمر يقول: إنه عليه السلام رجع إلى منى فصلى الظهر بها.

وجابر يقول: إنه صلى الظهر بمكة، وهو ظاهر حديث عائشة من غير رواية أبي الزبير هذه، التي فيها أنه أخر الطواف إلى الليل، وهو شيء لم يُرو إلا من هذا الطريق.

وأبو الزبير مدلس، ولم يذكر هاهنا سماعه من عائشة، وقد عُهد يروي عنها بواسطة، ولا أيضًا من ابن عباس، فقد عُهد يروي عنه بواسطة، وإن


(١) "سؤالات أبي داود" للإمام أحمد (ص ٢٢٨).

<<  <   >  >>