للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان قد سمع منه.

فمما رواه عن عائشة وصرح بمن بينه وبينها قصة بريرة، يرويه عن عروة عنها، ذكره البزار. واغتسال النبي -صلى الله عليه وسلم- معها من إناء واحد، يرويه عن عبيد بن عمير عنها ذكره مسلم.

ومما رواه عن ابن عباس وصرح بمن بينه وبينه جمعه عليه السلام من غير خوف ولا مطر، يرويه في "الموطأ" عن سعيد بن جبير عنه. وحديث "عرفة كلها موقف". وحديث "عليكم بحصى الخذف". وحديث "كان يلبي حتى رمى بالجمرة". هي كلها من روايته عن أبي معبد عن ابن عباس، وأحاديثه سوى هذه كذلك.

فأما حديث: "لما أصيب إخوانكم بأحد" فإن عدي بن الفضل رواه عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن ابن عباس. هكذا بلفظة "عن"، ورواه ابن إسحاق عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ذكره أبو داود من طريق إسماعيل بن أمية عنه.

وأبو الزبير يجب التوقف فيما يرويه عن عائشة وابن عباس، مما لا يذكر فيه سماعه منهما، لما عُرف به من التدليس (١)، ولو صح سماعه منهما لغير هذا، فأما ولم يصح لنا أنه سمع من عائشة، فالأمر بين في وجوب التوقف فيه، وإنما يختلف العُلماء في قبول حديث المدلس إذا كان عمن قد عُلم لقاؤه له وسماعه منه.

هاهنا يقول قوم: يُقبل ما يعنعن عنهم حتى يتبين الانقطاع في حديث حديث فيُرد.

ويقول آخرون: بل يُرد ما يعنعن عنهم حتى يتبين الاتصال في حديث حديث


(١) قلت: الذى يظهر لي أن التدليس الموصوف به أبي الزبير خاص بروايته عن جابر، أما روايته عن غير جابر فلا تعل بالعنعنة، إلا إذا ثبت أن أبا الزبير لم يسمع مطلقًا من هذا الشيخ، فحينئذ نرد عنعنته للإرسال لا للتدليس، أما إذا كان سمع من الشيخ الذى يروي عنه في الجملة، ثم روى عنه حديثًا بالعنعنة، فلا نتوقف في عنعنته في هذه الحالة والله أعلم.

<<  <   >  >>