للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لو رجم النجم جميع الورى … لم يصل الرجم إلى النجم (١)

قال المعلمي اليماني: قول الأستاذ: أبو نعيم الأصبهاني ممن يسوق ما يرويه بإجازة فقط مع ما سمعه في مساق واحد ويقول في الإثنين حدثنًا.

أقول: يشير إلى ما في "تذكرة الحفاظ": قال يحيى بن منده الحافظ:

سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيز النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامة من ابن خلاد فحدث به كله.

أقول عقب هذا في "التذكرة": "قال ابن النجار: وهم النخشبي في هذا فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها خط أبي نعيم يقول: سمع مني فلان إلى آخر سماعي في هذا المسند من ابن خلاد، فلعله روى باقيه بالإجازة".

أقُول: وقول النخشبي: فحدث إنما تعطي أن أبا نعيم حدث السامعين عنه لا أنه ذكر في كل حديث من المسند أن ابن خلاد حدثه، وابن منده ومن فوقه من خصوم أبي نعيم، كانت بين الفرقتين نفرة شديدة كما سيأتى، فلا يقبل ما قالوه فيه مما يطرقه الاحتمال على ما سلف من القواعد.

بقي أمران: أحدهما يتعلق برواية أبي نعيم لجزء محمد بن عاصم، ويكفي في هذا ما أوضحه الذهبي في "تذكرة الحفاظ".

الثاني: قال الذهبي: قال الخطيب: قد أريت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها أنه يقول في الإجازة: أخبرنا - من غير أن يبين. قال الذهبي: فهذا ربما فعله نادرًا فإني رأيته كثيرًا ما يقول: كتب إلى جعفر الخلدي، وكتب إلى أبو عباس الأصم وأنا أبو الميمون بن راشد في كتابه، لكني رأيته يقول: أنا عبد الله بن جعفر فيما قرأ عليه فالظاهر أن هذا إجازة.

وفى "فتح المغيث" للسخاوي" (صـ ٢٢٢) عن شيخه ابن حجر أن هذا اصطلاح لأبي نعيم قد صرح به فقال: إذا قلت أخبرنا على الإطلاق من غير أن


(١) "تذكرة الحفاظ" (٣/ ١٠٩٦).

<<  <   >  >>